رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : هذا أبو الفضل في يد فلان ، وهذا عقيل في يد فلان ، وهذا نوفل بن الحارث في يد فلان.
فقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى انتهى إلى عقيل ، فقال له : يا أبا يزيد ، قتل أبو جهل. فقال : إذن لا تنازعون في تهامة ، فقال : إن كنتم أثخنتم القوم ، وإلّا فاركبوا أكتافهم».
قال : «فجيء بالعباس ، فقيل له : أفد نفسك ، وافد ابن أخيك. فقال : يا محمد ، تتركني أسأل قريشا في كفّي؟ فقال : أعط مما خلّفته عند أمّ الفضل ، وقلت لها : إن أصابني في وجهي هذا شيء فأنفقيه على نفسك وولدك. فقال له : يا بن أخي من أخبرك بهذا؟ فقال : أتاني [به] جبرئيل عليهالسلام من عند الله عزّ ذكره. فقال : ومحلوفه (١) ما علم بهذا أحد إلا أنا وهي ، أشهد أنك رسول الله».
قال : «فرجع الأسارى كلهم مشركين إلا العبّاس وعقيل ونوفل كرم الله وجوههم ، وفيهم نزلت هذه الآية (قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً) إلى آخر الآية» (٢).
* س ٥١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٧١) [الأنفال : ٧١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : معنى الآية أن هؤلاء الأسارى إن علم الله
__________________
(١) قال المجلسي في (مرآة العقول ٢٦ : ١١٥) قوله : «ومحلوفه» الظاهر أنه حلف باللات والعزّى ، فكره صلىاللهعليهوآلهوسلم التكلّم به فعبّر عنه بمحلوفه ، أي بالذي حلف به ، وفي الكشّاف أنه حلف بالله. وفي «لسان العرب ـ حلف ـ ٩ : ٥٣». ويقولون : محلوفة بالله ما قال ذلك ، ينصبون على إضمار يحلف بالله محلوفة أي قسما ، والمحلوفة هو القسم.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٠٢ ، ح ٢٤٤.