* س ٥١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٨٠) [سورة التوبة : ٨٠]؟!
الجواب / قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام : «إن الله تعالى قال لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) فاستغفر لهم مائة مرّة ليغفر لهم ، فأنزل الله : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ)(١) ، وقال : (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ)(٢) فلم يستغفر لهم بعد ذلك ، ولم يقم على قبر أحد منهم» (٣).
وقال علي بن إبراهيم ، إنّها نزلت لمّا رجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المدينة ومرض عبد الله بن أبي ، وكان ابنه عبد الله بن عبد الله مؤمنا ، فجاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبوه يجود بنفسه ، فقال : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمّي ، إنك إن لم تأت أبي كان ذلك عارا علينا ، فدخل إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والمنافقون عنده ، فقال ابنه عبد الله بن عبد الله : يا رسول الله ، استغفر له ، فاستغفر له.
فقال عمر : ألم ينهك الله ـ يا رسول الله ـ أن تصلّي عليهم أو تستغفر لهم؟ فأعرض عنه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأعاد عليه ، فقال له : «ويلك ، إنّي خيّرت فاخترت ، إن الله يقول : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ).
فلمّا مات عبد الله جاء ابنه إلى رسول الله ، فقال : بأبي أنت وأمّي ـ يا رسول الله ـ إن رأيت أن تحضر جنازته. فحضره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقام على
__________________
(١) المنافقون : ٦.
(٢) التوبة : ٨٤.
(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ١٠٠ ، ح ٩٢.