محمّد (صلوات الله عليهم) (لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ)(١) فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند ذلك إلى المنافقين الذين اجتمعوا ليلا مع النّضر بن الحارث ، فتلا عليهم الآية ، وقال : اخرجوا إلى صاحبكم الفهريّ ، حتى تنظروا إليه ، فلمّا رأوه انتحبوا وبكوا ، وقالوا : من أبغض عليّا وأظهر بغضه قتله بسيفه ، ومن خرج من المدينة بغضا لعليّ أنزل الله ما ترى» (٢).
* س ٢١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَما لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٤) وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (٣٥) [الأنفال : ٣٤ ـ ٣٥]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قول الله : (وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ) : «يعني أولياء البيت ، يعني المشركين (إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ) حيث كانوا هم أولى به من المشركين (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً). قال ـ : التصفير والتصفيق» (٣).
وكتب أبو الحسن لمحمد بن سنان في جواب مسائله : «سميت مكّة مكّة ، لأنّ الناس كانوا يمكون فيها (٤). وكان يقال لمن قصد مكّة قد مكا ، وذلك قول الله عزوجل : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً)
__________________
(١) المعارج ٧٠ : ١ ـ ٣.
(٢) الكشكول فيما جرى على آل الرسول : ص ١٧٩.
(٣) معاني الأخبار : ص ٢٩٧ ، ح ١.
(٤) أي سصفرون من مكا يمكوا : إذا صفر بفيه أو شبّك بأصابع يديه ثمّ أدخلها في فيه ونفخ فيها.