* س ١٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (٣١) [الأنفال : ٣١]؟!
الجواب / قال الطبرسيّ : ثم أخبر سبحانه عن عناد هؤلاء الكفار ومباهتتهم للحق ، فقال : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا) من القرآن (قالُوا قَدْ سَمِعْنا) أي : أدركنا بأذاننا ، فإن السماع إدراك الصوت بحاسة الأذن (لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا) إنما قالوا ذلك مع ظهور عجزهم عن الإتيان بسورة مثله بعد التحدي ، عداوة وعنادا ، وقد تحمل الإنسان شدة العداوة على أن يقول ما لا يعلم. وقيل : إنما قالوا ذلك لأنه لم ينقطع طمعهم من القدرة عليه في المستقبل ، إذ القرآن كان مركبا من كلمات جارية على ألسنتهم ، فطمعوا أن يأتي لهم في ذلك المستقبل ، بخلاف صيرورة العصاحية ، في أنه قد انقطع طمعهم في الإتيان بمثله ، إذ جنس ذلك لم يكن في مقدورهم.
(إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) معناه ما هذه إلا أحاديث الأولين تتلوها علينا ، وكان قائل هذا النضر بن الحارث بن كلدة ، وأسر يوم بدر ، فقتله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعقبة بن أبي معيط قال : يا علي! علي بالنضر أبغيه ، فأخذ علي بشعره ، وكان رجلا جميلا له شعر ، فجاء به إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا محمد! أسألك بالرحم بيني وبينك إلا أجريتني كرجل من قريش ، إن قتلتهم قتلتني ، وإن فاديتهم فاديتني!
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا رحم بيني وبينك ، قطع الله الرحم بالإسلام ، قدمه يا علي فاضرب عنقه. فضرب عنقه ، ثم قال : يا علي! علي بعقبه. فأحضر ، فقال : يا محمد ألم تقل! لا تصبر قريش؟ أي لا يقتلون صبرا ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : وأنت من قريش ، إنما أنت علج من أهل صفورية ، والله لأنت في الميلاد أكبر من أبيك الذي تدعى له ، قال : فمن للصبية؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : النار. ثم قال : حن قدح ليس