* س ٣٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٣٩) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ) (٤٠) [يونس : ٤٠ ـ ٣٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) أي لم يأتهم تأويله. (كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، قال : نزلت في الرّجعة كذبوا بها ، أي أنها لا تكون ، ثم قال : (وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ)(١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله : (وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ) «فهم أعداء محمّد وآل محمد من بعده (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ) الفساد : المعصية لله ولرسوله» (٢).
قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ الله خصّ عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا ما لا يعلمون ولا يردّوا ما لا يعلمون». ثم قرأ (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ)(٣) ، وقال : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)(٤).
وقال زرارة : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن هذه الأمور العظام من الرّجعة وأشباهها. فقال : «إنّ هذا الذي تسألون عنه لم يجىء أوانه ، وقد قال الله عزوجل : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)(٥).
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣١٢.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣١٢.
(٣) الأعراف : ١٦٩.
(٤) الكافي : ج ١ ، ص ٣٤ ، ح ٨.
(٥) مختصر بصائر الدرجات : ص ٢٤.