* س ٤٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (٧٤) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (٧٥) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (٧٦) قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (٧٧) قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ) (٧٨) [يونس : ٧٨ ـ ٧٤]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «إن الله عزوجل خلق الخلق ، فخلق من أحبّ مما أحبّ ، وكان ما أحبّ أن خلقه من طينة الجنّة. وخلق من أبغض مما أبغض ، وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار ، ثم بعثهم في الظّلال».
فقلت : وأيّ شيء الظّلال؟ فقال : «ألم تر إلى ظلّك في الشّمس شيئا وليس بشيء؟ ثمّ بعث منهم النبيّين ، فدعوهم إلى الإقرار بالله عزوجل ، وهو قوله عزوجل (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ)(١) ، ثم دعوهم إلى الإقرار بالنبيّين ، فأقرّ بعض وأنكر بعض ، ثم دعوهم إلى ولايتنا ، فأقرّ بها والله من أحبّ ، وأنكرها من أبغض. وهو قوله : (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ). ثم قال : أبو جعفر عليهالسلام : «كان التّكذيب ثمّ (٢)» (٣).
وعن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام ، قالا : إن الله خلق الخلق وهي أظلّة ، فأرسل رسوله محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم فمنهم من آمن به ، ومنهم من كذّبه ، ثم بعثه
__________________
(١) الزخرف : ٨٧.
(٢) ثمّ هنا : ظرف لا يتصرّف ، بمعنى هنالك.
(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٨ ، ح ٣. علل الشرائع : ص ١١٨ ، ح ٣.