أناس ، ثم انطلقوا إلى دار النّدوة ليتشاوروا فيما يصنعون برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإذا هم بشيخ قائم على الباب ، فإذا ذهبوا إليه ليدخلوا ، قال : أدخلوني معكم. قالوا : ومن أنت ، يا شيخ؟ قال : أنا شيخ من بني مضر ، ولي رأي أشير به عليكم ، فدخلوا وجلسوا وتشاوروا وهو جالس ، وأجمعوا أمرهم على أن يخرجوه. فقال : هذا ليس لكم برأي إن أخرجتموه أجلب عليكم الناس فقاتلوكم. قالوا : صدقت ما هذا برأي.
ثمّ تشاوروا وأجمعوا أمرهم على أن يوثقوه. قال : هذا ليس بالرأي ، إن فعلتم هذا ـ ومحمّد رجل حلو اللسان ـ أفسد عليكم أبناءكم وخدمكم ، وما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه وامرأته.
ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على أن يوثقوه. قال : هذا ليس بالرأي ، إن فعلتم هذا ـ ومحمّد رجل حلو اللسان ـ أفسد عليكم أبناءكم وخدمكم ، وما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه وامرأته.
ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على أن يقتلوه ، ويخرجوا من كل بطن منهم بشاب ، فيضربوه بأسيافهم ، فأنزل الله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ) إلى آخر الآية (١).
وقال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ).
قالا : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد كان لقي من قومه بلاء شديدا حتى أتوه ذات يوم وهو ساجد حتى طرحوا عليه رحم شاة ، فأتته ابنته وهو ساجد لم يرفع رأسه ، فرفعته عنه ومسحته ، ثمّ أراه الله بعد ذلك الذي يحبّ ، إنّه كان ببدر وليس معه غير فارس واحد ، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفا ، حتى جعل أبو سفيان والمشركون يستغيثون ، ثمّ لقي أمير المؤمنين عليهالسلام من الشدّة والبلاء والتظاهر عليه ، ولم يكن معه أحد من قومه بمنزلته ، أمّا حمزة فقتل يوم أحد ، وأمّا جعفر فقتل يوم مؤتة» (٢).
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٥٣ ، ح ٤٢.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٥٤ ، ح ٤٣.