* س ١٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٣) وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ)(١٤) [النساء:١٣ ـ ١٤]؟!
الجواب / قال أمين الإسلام الطبرسي : لما فرض الله فرائض المواريث ، عقبها بذكر الوعد في الائتمار لها ، والوعيد على التعدي لحدودها ، فقال (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ) : أي هذه التي بينت في أمر الفرائض ، وأمر اليتامى ، حدود الله : أي الأمكنة التي لا ينبغي أن تتجاوز ، واختلف في معنى الحدود على أقوال أحدها : تلك شروط الله.
وثانيها : تلك طاعة الله.
وثالثها : تلك تفصيلات الله لفرائضه ، وهو الأقوى.
فيكون المراد : هذه القسمة التي قسمها الله لكم ، والفرائض التي فرضها الله لأحيائكم من أمواتكم ، فصول بين طاعة الله ومعصيته ، فإن معنى حدود الله : حدود طاعة الله ، وإنما اختصر لوضوح معناه للمخاطبين (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) فيما أمر به من الأحكام. وقيل : فيما فرض له من فرائض المواريث ، (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أي من تحت أشجارها وأبنيتها (الْأَنْهارُ) : أي ماء الأنهار ، حذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، في الموضعين (خالِدِينَ فِيها) : أي دائمين فيها (وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) أي الفلاح العظيم ، وصفه بالعظيم ، ولم يبين بالإضافة إلى ما ذا. والمراد : إنه عظيم بالإضافة إلى منفعة الحيازة في التركة من حيث كان أمر الدنيا حقيرا بالإضافة إلى أمر الآخرة ، وإنما خص الله الطاعة في قسمة الميراث بالوعد ،