حاجة له بطاعة البشر ولا هو يخشى من ذنوبهم بل إنّه قادر على إزالة كل جماعة بشرية ووضع آخرين مكانها كما فعل بمن سبق تلك الجماعة : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ).
بناءا على ذلك فهو غني لا حاجة به إلى شيء ، ورحيم ، وقادر على كل شيء ، فلا يمكن إذن أن نتصوره ظالما (١).
* س ٨٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)(١٣٥) [الأنعام:١٣٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : (قُلْ) يا محمد لهم (يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) أي : على قدر منزلتكم ، وتمكنكم من الدنيا ، ومعناه : اثبتوا على ما أنتم عليه من الكفر ، وهذا تهديد ووعيد بصيغة الأمر. وقيل : على مكانتكم على طريقتكم ، وقيل : على حالتكم ، أي : أقيموا على حالتكم التي أنتم عليها فإني مجازيكم.
(إِنِّي عامِلٌ) إخبار عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أي : عامل بما أمرني الله تعالى به. وقيل : إخبار عن الله تعالى أي : عامل ما وعدتكم به من البعث والجزاء ، والأول الصحيح.
(فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ) أي : فستعلمون أينا تكون له العاقبة المحمودة في دار السّلام ، عند الله تعالى. وقيل : المراد عاقبة الدار الدنيا في النصر عليكم (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) أي : لا يظفر الظالمون بمطلوبهم ، وإنما لم يقل الكافرون ، وإن كان الكلام في ذكرهم ، لأنه سبحانه
__________________
(١) الأمثل : ج ٨ ، ص ٤٣٤.