الله عليهالسلام فسأله عن حاله ، فقال له : اشتدّت بي الحاجة ، قال : «فارق» ففارق ، قال : ثمّ أتاه فسأله عن حاله ، فقال : أثريت وحسن حالي. فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّي أمرتك بأمرين أمر الله بهما ، قال الله عزوجل : (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)(١) ، وقال : (وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ)(٢).
* س ١٠٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيداً (١٣١) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً (١٣٣) مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (١٣٤) [النساء:١٣١ ـ ١٣٤]؟!
الجواب / أقول : لقد أوضحت الآية السابقة أن إذا اقتضت الضرورة لزوجين أن ينفصلا عن بعضهما دون أن يجدا حلا بديلا عن الانفصال فلا مانع من ذلك ، وليس عليهما أن يخافا من حياة المستقبل لأن الله سيشملهما بكرمه وفضله ، ويزيل احتياجاتهما برحمته وبركته.
أما في الآية ـ موضوع البحث ـ فإن الله يؤكد قدرته على إزالة ورفع تلك الاحتياجات لأنه مالك ما في السموات وما في الأرض (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) وإن من يملك ملكا لا نهاية له كهذا الملك ، ويملك قدرة لا نفاذ لها أبدا ، لن يكون عاجزا ـ مطلقا ـ عن رفع احتياجات خلقه وعباده.
__________________
(١) النور : ٣٢.
(٢) الكافي : ج ٥ ، ص ٣٣١ ، ح ٦.