* س ٨٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)(١٠٣) [المائدة:١٠٣]؟!
الجواب / قال ابن بابويه ... قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ).
«إنّ أهل الجاهليّة كانوا إذا ولدت الناقة ولدين في بطن واحد ، قالوا : وصلت ، فلا يستحلون ذبحها ولا أكلها ، وإذا ولدت عشرة جعلوها سائبة ، ولا يستحلون ظهرها ، ولا أكلها ، والحام : فحل الإبل ، لم يكونوا يستحلونه ، فأنزل الله عزوجل أنّه لم يكن يحرّم شيئا من ذلك».
ثمّ قال ابن بابويه : وقد روي أن البحيرة : الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن ، فإن كان الخامس ذكرا نحروه ، فأكله الرجال والنساء ، وإن كان الخامس أنثى بحروا أذنها أي شقوها ، وكانت حراما على النساء والرجال لحمها ولبنها ، فإذا ماتت حلت للنّساء.
والسائبة : البعير يسيّب بنذر يكون على الرجل إن سلمه الله عزوجل من مرض أو بلغه منزله أن يفعل ذلك.
والوصيلة من الغنم : كانوا إذا ولدت الشّاة سبعة أبطن فإن كان السابع ذكرا ذبح فأكل منه الرّجال والنّساء ، وإن كان أنثى تركت في الغنم ، وإن كان ذكرا وأنثى قالوا : وصلت أخاها. فلم تذبح. وكان لحمها حراما على النّساء ، إلّا أن يموت منها شيء ، فيحلّ أكلها للرّجال والنّساء. والحام : الفحل إذا ركب ولد ولده ، قالوا : قد حمى ظهره ، قال : وقد يروى أنّ الحام هو من الإبل إذا أنتج عشرة أبطن ، قالوا : قد حمى ظهره ، فلا يركب ، ولا يمنع من كلأ ولا ماء (١).
__________________
(١) معاني الأخبار : ص ١٤٨ ، ح ١.