* س ٤٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً)(٤٨) [النساء:٤٨]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو العبّاس : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركا؟ قال : «من ابتدع رأيا ـ وقيل وليا ـ فأحبّ عليه أو أبغض» (١).
٢ ـ قال قتيبة الأعشى : سألت الصادق عليهالسلام عن قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ). قال : «دخل في الاستثناء كلّ شيء».
وفي رواية أخرى عنه عليهالسلام : «دخل الكبائر في الاستثناء» (٢).
٣ ـ قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «المؤمن على أيّ حال مات ، وفي أي يوم مات وساعة قبض ، فهو صدّيق شهيد ، ولقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لو أنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفّارة لتلك الذنوب.
ثمّ قال : من قال : لا إله إلّا الله بإخلاص ، فهو بريء من الشّرك ، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة ثمّ تلا هذه الآية : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) من محبّيك وشيعتك ، يا عليّ».
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «فقلت : يا رسول الله هذا لشيعتي؟» قال : إي وربّي ، إنّه لشيعتك ، وإنّهم ليخرجون [يوم القيامة] من قبورهم يقولون : لا إله إلا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب حجّة الله ، فيؤتون بحلل خضر
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٥٠.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٥١ و ١٥٢.