الثاني : إنه السلامة من كل مخافة ومضرة إلا ما لا يعتد به ، لأنه يؤول إلى نفع في العاقبة.
وقوله : «يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه» معناه من الكفر إلى الإيمان ، لأن الكفر يتحير فيه صاحبه كما يتحير في الظلام ، ويهتدي بالإيمان إلى النجاة كما يهتدي بالنور ، وقوله : (بِإِذْنِهِ) معناه بلطفه.
وقوله : (يَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) معناه يرشدهم إلى طريق الحق. وهو دين الحق. وقال الحسن : هو الذي يأخذ بصاحبه حتى يؤديه إلى الجنة. ومعنى «صراط مستقيم» طريق مستقيم وهو دين الله القويم الذي لا اعوجاج فيه (١). أقول وهو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام كما روي عن الصادق عليهالسلام.
* س ١٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(١٧) [المائدة:١٧]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ : اللام في قوله : «لقد كفر» جواب للقسم وتقديره «أقسم لقد كفر الذين قالوا».
وإنما كفروا بقولهم : إنّ الله هو المسيح بن مريم على وجه التدين به ، لأنهم لو قالوه على وجه الحكاية منكرين لذلك لم يكفروا به. وإنما كان بذلك كافرين من وجهين :
١ ـ أنهم كفروا بالنعمة من حيث أضافوها إلى غير الله ممن ادعوا إلهيته.
__________________
(١) التبيان : ج ٣ ، ص ٤٧٥.