قوله تعالى : (قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ) (٤٧).
أصل (اطّيرنا) تطيرنا. فأبدلت التاء طاء ، وسكنت وأدغمت الطاء فى الطاء ، واجتلبت همزة الوصل وكسرت لسكون ما بعدها وقد قدمنا نظائره.
قوله تعالى : (قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ) (٤٩).
قرئ بالتاء والياء ، فمن قرأ بالتاء جعل (تقاسموا) فعل أمر. أمر بعضهم بعضا بالتقاسم والتحالف على أن يبيتوه وأهله. ومن قرأ بالياء جعل (تقاسموا) فعلا ماضيا لأنه إخبار عن غائب.
قوله تعالى : (ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ) (٤٩).
قرئ (مهلك) بضم الميم و (مهلك) بفتح الميم واللام و (مهلك) بفتح الميم وكسر اللام.
فمن قرأ (مهلك) بضم الميم أراد به (الإهلاك) مصدر (أهلك).
ومن قرأ بفتح الميم واللام أراد به (الهلاك) مصدر (هلك).
ومن قرأ (تهلك) بفتح الميم وكسر اللام جعله بمعنى (الهلاك) أيضا ، بمعنى (تهلك) وهما لغتان ، والمشهور الأكثر فى المصدر الفتح ، والكسر قليل ، لأن الكسر يكون فى المكان والزمان ، فيكون (مهلك) بالكسر كالمرجع بمعنى الرجوع.
قوله تعالى : (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) (٥١)
قرئ بالكسر والفتح ، فمن قرأ بالكسر فعلى الابتداء فيكون (عاقبة مكرهم) اسم كان. وكيف ، خبرها ، وهو خبر مقدم لأن الاستفهام له صدر الكلام ، ولا يعمل (انظر) فى (كيف) ، ولكن يعمل فى موضع الجملة كلها.
ويحتمل أن تكون (كان) التامة بمعنى وقع. و (عاقبة) مرفوع لأنه الفاعل ، ولا تفتقر إلى خبر. وكيف ، فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ، انظر على أى حال وقع أمر عاقبة مكرهم. ثم بين كيف كان عاقبة أمرهم ، فقال مستأنفا : إنا دمرناهم وقومهم.