«غريب إعراب سورة والضحى (١)»
قوله تعالى : (وَالضُّحى) (١).
قسم ، وجواب القسم :
(ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى).
وقرئ (ودعك) بالتخفيف ، أى تركك ، كقول الشاعر :
١٨٥ ـ ليت شعرى عن خليلى ما الذى |
|
غاله فى الحب حتى ودعه (٢) |
أى ، تركه. وقول الآخر :
١٨٦ ـ فسعى مسعاته فى قومه |
|
ثم لم ينزل ولا عجزا ودع (٣) |
__________________
(١) سورة الضحى.
(٢) من شواهد ابن جنى وقد نسبه إلى أبى الأسود ، الخصائص ١ ـ ٩٩ وجاء فى اللسان مادة (ودع) : وأنشد ابن برى ، لسويد بن أبى كاهل :
سل أميرى ما الذى غيره |
|
عن وصالى اليوم حتى ودعه |
(٣) وفى نفس المادة (ودع) ذكر البيت التالى ولكنه جاء برواية (يدرك) بدل (ينزل) وفى النص (سعا) بالألف ، ونسب البغدادى هذا البيت إلى سويد بن أبى كاهل أيضا خزانة الأدب ٣ ـ ١٢٠ ـ وفى اللسان أيضا : ففى حديث ابن عباس أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن على قلوبهم» ، أى عن تركهم إياها ، والتخلف عنها. من ودع الشىء يدعه إذا تركه وزعمت النحوية أن العرب أماتوا مصدر يدع ويذر ، واستغنوا عنه بترك ، والنبى أفصح العرب وقد رويت عنه هذه الكلمة. قال ابن الأثير وإنما يحمل قولهم على قلة الاستعمال فهو شاذ فى الاستعمال صحيح فى القياس وقد جاء فى الحديث حتى قرئ به قوله تعالى : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى).