«غريب إعراب سورة الكوثر»
قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (١).
إنّا ، أصله (إننا) : إلا أنه حذفت إحدى النونات استثقالا لاجتماع الأمثال ، واختلفوا فى المحذوفة منها ، فذهب الأكثرون إلى أن المحذوفة هى الوسطى ، ومنهم من ذهب إلى أنها الأولى ، ومنهم من ذهب إلى أنها الأخرى ، والصحيح أن المحذوفة هى الوسطى ، وقد قدمنا ذلك مستقصى.
والكوثر فوعل من الكثرة ، والواو فيه زائدة ، والدليل على ذلك ، من وجهين.
أحدهما : القياس ، وهو أن الواو وقعت ومعها ثلاثة أحرف أصول ، وهى الكاف ، والثاء والراء ، ومتى وقعت معها ثلاثة أحرف أصول ، حكم بزيادتها ، وكذا حكم الألف والياء.
والثانى : الاشتقاق وهو أنه مشتق من الكثرة ، والكثرة لا واو فيها فكانت زائدة.
والكوثر ، نهر فى الجنة ، وسمى كوثرا لكثرة مائه ، ورجل كوثر ، كثير العطايا قال الشاعر :
١٨٨ ـ وأنت كثير يا بن مروان طيّب |
|
وكان أبوك ابن العقائل كوثرا (١) |
أى كثير العطايا.
__________________
(١) البيت للكميت ، ورجل كوثر : كثير العطاء والخير. والكوثر : السيد الكثير الخير ـ اللسان مادة (كثر).