الجمع (١) ؛ حيث أضاف إيسافهم لأوليائه إلى نفسه .. وفي الخبر : أنه يقول : «مرضت فلم تعدنى (٢).
وقال في قصة ابراهيم عليه : (يَأْتُوكَ رِجالاً ..) (٣)
وقال في قصة نبيّنا ـ صلىاللهعليهوسلم : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) (٤).
قوله جل ذكره : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧))
وضرب المثل بعيسى هو قوله : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ) (٥) ؛ خلق عيسى بلا أب كما خلق آدم بلا أبوين. فجحدوا بهذه الآية.
وقيل هو قوله : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) (٦) ، فقالوا : رضينا بأن نكون في النار مع عيسى وعزيز والملائكة ، وليس لهم في الآية موضع ذكر ؛ لأنه سبحانه قال : (وَما) تعبدون ، ولم يقل «ومن» تعبدون (٧).
قوله جل ذكره : (وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨))
ما ضربوه لك إلا جدلا : وذلك أنهم قالوا : إن قال آلهتكم خير فقد أقرّ بأنها معبودة ، وإن قال : عيسى خير من آلهتكم فقد أقرّ بأن عيسى يصلح لأن يعبد ، وإن قال : ليس واحد منهم
__________________
(١) عند ما يضاف الفعل إلى الحق يكون المعنى منصرفا إلى حال الجمع ، وعند ما ينسب إلى الخلق يكون منصرفا إلى حال الفرق ، مثلما أوضح القشيري هنا ، ومثلما أوضح عند قوله تعالى : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى).
(٢) أصل الحديث : أنه تعالى يقول : «يا ابن آدم ، مرضت فلم تعدنى ، واستسقيتك فلم تسقنى ، واستطعمتك فلم تطعمنى» القرطبي : ج ٢٠ ، ص ٥٥.
(٣) آية ٢٧ سورة الحج. والخطاب في الآية لابرهيم في مقام الفرق ، ولنبينا في مقام الجمع.
(٤) آية ٨٠ سورة النساء.
(٥) آية ٥٩ سورة آل عمران.
(٦) آية ٩٨ سورة الأنبياء.
(٧) لأن «من» للعاقل و «ما» لغير العاقل فالمقصود الأصنام.