حمزة ابن الإمام موسی عليهالسلام (١) ، تزوره الناس وتنقل له الكرامات. ولا أصل لهذه الشهرة. بل هو قبر حمزة بن قاسم بن علي بن حمزة بن حسن بن عبيد الله بن العبَّاس ابن أمير المؤمنين عليهالسلام ، المكنَّى بأبي يَعلَى (٢) ، ثقة جليل القدر ذكره
__________________
(١) وأقدم من ذكره بهذه النسبة ابن الطقطقي (ت ٧٠٩ هـ) في (الأصيلي) إذ قال في ص ١٨٠ منه : (وقبره بمشهد الغربات بالصدرين ، رستاق من بلاد الحلة المزيدية) انتهى. أفادنا بذلك شيخ إجازتنا العلّامة السيِّد عبد الستار الحسني دام توفيقه ، كما ذكر بذلك في نبذة الغري في أحوال الحسن الجعفري ، وألّف في ترجمته الشيخ محمّد علي الأوردبادي رحمهالله رسالة باسم : (المثل الأعلى في ترجمة أبي يعلی) وطُبعت بتحقيق السيِّد جودت القزويني.
(٢) حكاية تصحيح النسبة لقبره رضياللهعنه ذكرها الشيخ حسين النوري رحمهالله في كتابه (جنة المأوى) المطبوع مع بحار الأنوار ٥٣ : ٢٨٦ ـ ٢٨٧ رقم ٤٥ ، ونصّها : (قال سلمه الله : وحدثني الوالد أعلى الله مقامه [المتحدث هو ابن السيِّد محمّد مهدي القزويني (ت ١٣٠٠ هـ)] قال : لازمت الخروج إلى الجزيرة مدة مديدة ؛ لأجل إرشاد عشائر بني زيد إلى مذهب الحق ، وكانوا كلهم على رأي أهل التسنّن ، وببركة هداية الوالد قدس سره وإرشاده ، رجعوا إلى مذهب الإمامية كما هم عليه الآن ، وهم عدد كثير يزيدون على عشرة آلاف نفس ، وكان في الجزيرة مزار معروف بقبر الحمزة بن الكاظم ، يزوره الناس ويذكرون له كرامات كثيرة ، وحوله قرية تحتوي على مائة دار تقريباً. قال قدسسره : فكنت أستطرق الجزيرة وأمرّ عليه ولا أزوره ؛ لما صحّ عندي أن الحمزة بن الكاظم مقبور في الري مع عبد العظيم الحسني ، فخرجت مرة على عادتي ونزلت ضيفاً عند أهل تلك القرية ، فتوقعوا مني أن أزور المرقد المذكور فأبيت ، وقلت لهم : لا أزور من لا أعرف ، وكان المزار المذكور قلّت رغبة الناس فيه لإعراضي عنه ، ثُمَّ ركبت من عندهم وبتّ تلك الليلة في قرية المزيدية ، عند بعض ساداتها ، فلمَّا كان وقت السحر جلست لنافلة الليل وتهيأت للصلاة ، فلمَّا صليت النافلة بقيت أرتقب طلوع الفجر ، وأنا على هيئة التعقيب إذ دخل علي سيد أعرفه بالصلاح والتقوى ، من سادة تلك القرية ، فسلّم وجلس. ثُمَّ قال : يا مولانا بالأمس تضيّفت أهل قرية الحمزة ، وما زرته؟ قلت : نعم ، قال : ولِمَ ذلك؟ قلت : لأني لا أزور من لا أعرف ، والحمزة بن الكاظم مدفون بالري ، فقال : ربّ مشهور لا أصل له ، ليس هذا قبر الحمزة بن موسى الكاظم وإن اشتهر أنه كذلك ، بل هو قبر أبي يعلى حمزة بن القاسم العلوي العبَّاسي أحد علماء الإجازة وأهل الحديث ، وقد ذكره أهل الرجال في كتبهم ، وأثنوا عليه بالعلم والورع ، فقلت في نفسي : هذا السيِّد من عوام السادة ، وليس من أهل الاطلاع على الرجال والحديث ، فلعله أخذ هذا الكلام عن بعض العلماء ، ثُمَّ قمت لأرتقب طلوع الفجر ، فقام ذلك السيِّد وخرج وأغفلت أن أسأله عمّن أخذ هذا لأن الفجر قّدْ طلع ، وتشاغلت بالصلاة ، فلمَّا صليت جلست للتعقيب حَتَّى طلع الشمس وكان معي جملة من كتب الرجال ، فنظرت فيها وإذا الحال كما ذکر ، فجاءني أهل القرية مسلّمين عليّ وفي جملتهم ذلك السيد ، فقلت : جئتني قبل الفجر وأخبرتني عن قبر الحمزة ، أنه أبو يعلی حمزة بن القاسم العلوي فمن أين لك هذا وعمّن أخذته؟ فقال : والله ما جئتك قبل الفجر ولا رأيتك قبل هذه الساعة ، ولقد كنت ليلة أمس بائتاً خارج القرية ـ في مكان سماء ـ وسمعنا بقدومك ، فجئنا في هذا اليوم زائرين لك ، فقلت لأهل القرية : الآن لزمتي الرجوع إلى زيارة الحمزة فإني لا أشكّ في أن الشخص الَّذي رأيته