متعمداً ، فلو علم الناس أنه منافق کاذب لم يقبلوا منه ولم يصدّقوا قوله ، ولكنَّهم قالوا : صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، رآه وسمع منه ولقف عنه ، فيأخذون بقوله ، ولقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ، ووصفهم بما وصفهم به لك ... إلخ» (١).
فإنَّ هذا تصريح منه عليهالسلام بنفاق بعض الصحابة.
[ب] ـ «ضربت» : بضم التاء على صيغة المتكلّم أو بسكونها ، وضم الأول على البناء للمجهول.
[ج] ـ «رؤوسهم» : خصّه عليهالسلام بالذكر من بين سائر الأعضاء مع أنه أشرفها مبالغة في تأديبهم في ترك التفقُّه ، وفيه دلالة على وجوب الأمر بالمعروف وإن احتاج إلى الضرب وغيره من أنواع التأديب ، كما هو صریح رواية جابر الطويلة : «فأنكروا بقلوبكم والفظوا بألسنتكم وصكُّموا بها جباههم» (٢).
ومرسلة التهذيب : قَدْ حق لي أن آخذ البريء منكم بالسقيم ، وكيف لا يحق لي ذلك؟! وأنتم يبلغكم عن الرجل منکم القبيح ، ولا تنكرون عليه ، ولا تهجرونه ، ولا تؤذونه حَتَّى يترکه» (٣).
وغير ذلك ممَّا تختصُّ به أدلَّة نفي الضرر ونحوها ، وأمّا صحيحة زرارة : «كان علي عليهالسلام لا يُجلس في السجن إلا ثلاثة : الغاصب ، ومن أكل مال اليتيم ظلماً ، ومن أؤتمن على أمانة فذهب بها» (٤).
__________________
(١) نهج البلاغة ٢ : ١٨٩.
(٢) الكافي ٥ : ٥٥ ، تهذيب الأحكام ٦ : ١٨٠ ح ٣٧٢ / ٢١.
(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ١٨١ ح ٣٧٥ / ٢٤.
(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٩٩ ح ٨٣٦ / ٤٣.