وقال علي عليهالسلام
: «الصبر
من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد»
، فإنَّ الإنسان ما
دام في تلك النشأة هو مورد للمصائب والآفات ، ومحل للحوادث والنوائب والعاهات ،
ومبتلى بتحمُّل الأذى من بني نوع الإنسان في المعاملات ، ومكلّف بفعل الطاعات وترك
المنهيات والمشتهيات ، وكل ذلك ثقيل على النفس غير ملائم لطبعها ، فلابد من أن
يكون فيه قوة ثابتة وملكة راسخة بها يقدر على حبس النفس على (عن ـ ظ) هذه الأُمور
الشاقة ، ورعاية ما يوافق الشرع والعقل فيها ، وترك الجزع والانتقام وسائر ما
ينافي الآداب المستحسنة المرضية عقلاً وشرعاً وهي المسمَّاة بالصبر ، ومن البيّن
أنَّ الإيمان الكامل ، بل نفس التصديق أيضاً يبقى ببقائه ويفنی بفنائه ؛
فلذلك هو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.
وسئل الفضيل عن الصبر؟ قال : (تجرع المرارة من غير تعبيس).
وقال رويم : (الصبر ترك الشكوى).
وقال علي عليهالسلام
: «الصبر
مطية لا تكبو».
وقف رجل على الشبلي فقال : (أيّ صبر أشدُّ على
الصابرين؟ الصبر في الله تعالی؟
فقال
: لا ، قال : فالصبر لله تعالی.
فقال
: لا ، قال : الصبر مع الله تعالی.
فقال
: لا ، قال فأي شيء؟ فقال : الصبر عن الله ، فصرخ الشبلي صرخة عظيمة ووقع).
__________________