[ط] ـ «ويده الرحمة» : فكما أنَّ اليد الجارحة وسيلة إلى إيصال النعمة التي هي من الفواضل ، كذلك الرحمة من العالم على المحتاجين إليه في العلم ، فإنَّها وسيلة لإيصال النعمة التي هي من الفضائل بالنسبة إلى من يتعلَّم ، فإنَّ العلم مع عدم الرحمة بالمعنى المذكور كالَّذي لا يد له ، وقد قدَّمنا ما يناسب المقام في شرح الحديث الثالث عشر.
[ي] ـ «ورجله زيارة العلماء» : فكما أنَّ المرء يحصّلُ مآربه بسعي رجله ، فكذلك زيارة العلماء بعضهم بعضاً يوجب انتقال العلم من صدر إلى صدر.
[ك] ـ «وهمَّته السلامة» : والمراد بالسلامة إمّا سلامته من المعاصي ، أو سلامة الناس من شرّه وحكمته ـ بفتح الحاء والكاف ـ وهو المحيط من اللّجام المانعة من خروج الدابة عن لاحبِ الطريق (١) ، والتوجُّه إلى خلاف مقصده.
[ل] ـ «ومستقرُّه النجاة من الشكوك والشُّبهات» : فإنَّ العالم لا يستقر في منزله ولا يطمئنّ بعلمه إلّا إذا وصل إلى حد اليقين.
[م] ـ «وقائده العافية» : أي ما يجرُّه إلى نجاته العافية من مرض الجهل ، وسائر الأمراض النفسانية.
[ن] ـ «ومركبه الوفاء بعهد الله تعالی» : والإتيان بما أمر به ، والاجتناب عمّا نهى عنه ؛ فإنه بذلك يصل إلى مقصوده.
[س] ـ «وسلاحه لين الكلمة» : وإنَّما شبَّه لين الكلمة بالسلاح الَّذي هو آلة الدفاع ؛ لأنه يدفع بذلك عن صاحبه سَوْرَةَ المكارة.
__________________
(١) لأحب الطريق : أي واضح الطريق.