القيامة وأنت مفلس مخروم من النعمة كما حُرّمت في الدنيا ، فأضفت له نعمة إلى نعمته ، ولنفسك شقاوة إلى شقاوتها (١).
وإمّا الثاني : فهو أن أهم أغراض الخلق مساءة الأعداء ، وغمُّهم ، وشقاوتهم ، وکونهم معذَّبين مغمومين ، ولا عذاب أعظم ممَّا أنت فيه من ألم الحسد ، وغاية أماني أعدائك أن يكونوا في نعمة ، وأن تكون في غمٍّ وحسرة (٢).
ومن نوابغ الحكم : (الحسد حسكٌ من تعلَّق به هلك) (٣).
ولبعضهم ، شعر :
اصبر على حسد الحسود |
|
فإنَّ صبرَكَ قاتِلُهْ |
كالنارِ تأكلُ بعضَها |
|
إنْ لمْ تَجِدْ ما تأكُلُهْ (٤) |
وقال آخر :
أيا حاسداً لي على نعمتي |
|
أتدري على مَنْ أسأتَ الأدَبْ |
أسأتَ على اللهِ في حُكْمِهِ |
|
لأنَّك لم تَرْضَ لي ما وَهَبْ |
فجازاك ربِّي بأنْ زادني |
|
وسدَّ عليكَ وُجوهَ الطَّلب (٥) |
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٠ : ٢٤١ وما بعدها في معنى الحسد.
(٢) بحار الأنوار ٧٠ : ٢٤٢ في معنى الحسد.
(٣) الدر المختار ١ : ٢٤ ، والحسك : جمع حسكة ، شوكة صلبة معروفة.
(٤) نسب الشعر لابن المعتز كما في تفسير الآلوسي ٣٠ : ٢٨٤ والكنى والألقاب ١ : ٤٠٩ ، ونسبه الباعوني في جواهر المطالب ٢ : ١٢٦ لأمير المؤمنين عليهالسلام.
(٥) الشعر ورد باختلاف ونسب لمنصور الفقيه كما في تفسير الثعلبي ٣ : ٣٣٠ وتفسير القرطبي ٥ : ٢٥١ ، وللمعافى بن زكريا الجريري كما في تاريخ بغداد ١٣ : ٢٣١ ووفيات الأعيان ٥ : ٢٢٢.