عرفت من أنّ العلم مع العمل موجب للثبوت على سبيل الهداية وصراط الحق ، وأنَّ العلم بلا عمل مستودع.
وبعبارة اُخرى : سلّم الصعود إلى الحضرة الإلهية والقرب من رحمته الواسعة هو العلم والعمل ، لا يمكن الترقّي إلّا بهما ، ولا يكفي التوحيد الَّذي هو الأصل في الاتّصاف بعزَّته وسائر صفاته ؛ لأنَّ الصفات مصادر الأفعال فما لم يترك الأفعال النفسية التي مصادرها صفات النفس بالزهد والتوكُّل ، ولم يتجرَّد عن هيئاتها بالعبادة والتبتُّل ، لم يحصل استعداد الاتّصاف بصفاته تعالى ، فكان العلم الحقيقي الَّذي هو التوحيد بمثابة عُضادتي السلّم ، والعمل بمثابة الدرجات في الترقّي.
[ج] ـ «العالم العامل بغيره» : أي بغير علمه.
[د] ـ «كالجاهل الحائر» : في عدم العلم ؛ لأنَّ العلم بلا عمل ليس بعلم ، بل هو أسوأ من الجهل.
[هـ] ـ «لا يستفيق عن جهله» : فيه إشعار بأنَّ الجهل کالسكر أو المرض ، فإنَّ الاستفاقة بمعنى الخلاص من أحدهما.
[و] ـ «بل قَدْ رأيت» : أي علمت يقيناً كالمشاهدة بالعين.
[ز] ـ «أنَّ الحُجَّة» : على العالم التارك للعمل بعلمه أعظم من الجاهل المتحيِّر في جهله.
[ح] ـ «والحسرة» : عليه ، (أدوم) أمّا :
الأوّل : فلأنَّ محاسبته في يوم القيامة على قدر ما عقله وفهمه ، وليس حالة كحال الجاهل قطعاً ، فإنَّ العلم قاطع للعذر.