والانجيل : کتاب عيسی عليهالسلام يؤنّث ويذكّر ، فمن أنّث أراد الصحيفة ، ومن ذكر أراد الكتاب ، وهو اسم عبراني أو سرياني ، وقيل : هو عربي.
والإنجيل مثل الأخريط والإكليل وقيل اشتقاقه من النجل الَّذي هو الأصل ، ويقال هو كريم النجل اي الأصل والطبع ، ولمّا عرج عيسی عليهالسلام من أقليم الأرض إلى أوج السماء انفقد أكثر فصول الإنجيل إلا ما حفظه الله تعالى ؛ ليكون حجّة وبرهاناً علی النصاری ، كالوصية بفارقليط ـ ويعنی سيِّد الرسل صلىاللهعليهوآله ـ وبقاء دينه إلى آخر الزَّمان ، وأن بعض ما کان (من كان ـ ظ) متديِّناً بدین عيسی عليهالسلام لمّا رأوا اختلال الإنجيل عزموا على الرجوع عن دينه عليهالسلام ، وكان ذلك بعد عروجه باثنتين وعشرين سنة ،فتوجَّه متّى ـ أحد تلامذة عيسی عليهالسلام ـ إلى تأليف إنجيل ، ومن بعده لوقا ـ طبيب إنطاکي أحد تلامذة شمعون بطرس ـ ، ومن بعده يوحنا بن سيداي ، ومن بعده مرقش ـ أحد تلامذة بطرس ـ ، فهؤلاء الأربعة ألّف كلّ واحد منهم إنجيلاً ، ومن هنا كان للنصارى أناجیل أربعة على ترتيب الأسامي.
[ج] ـ «لم يزدد صاحبه إلّا كفرا» : لأن ترك العمل مع العالم جحود وإنكار ، والجاهل التصرف لا يلزمه الإنكار.
[د] ـ «ولم يزدد من الله إلا بعداً» : أي من رحمة الله وإكرامه في الآخرة ، ولا ريب أنَّ العمل في دار الدنيا موجب لنيل الآخرة والقرب إلى رحمة الله في الآخرة ، فكلّما ازداد العبد في العمل ازداد قرباً إلى الله.