من عالم أعلم منه ، ولا يستغني فقيهاً أفقه منه ، فتصرخ من جور قضائه الدماء ، وتعجّ منه المواريث مع أنه ممَّا خاطب الله به عيسی عليهالسلام أن قال له : «يا عيسی ، أطب الكلام ـ أي تكلَّم بما ينفع ولا يضر ـ وكن حيث ما كنت عالماً متعلّماً» (١).
ودلّ على ذلك قوله تعالى : وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٢) ، ودلّ عليه حكاية موسی عليهالسلام مع الخضر عليهالسلام (٣) ، بل أمر اللهُ بذلك سيِّدَ المُرسلين بقوله : وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (٤).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «لا خير في الصمت عن العلم ، كما لا خير في الكلام عن الجهل» (٥).
وما أحسن قول بعض الأعراب لولده : (كن مستمعاً جالساً ، أو ذئباً خالساً ، أو كلباً حارساً ، وإيَّاك أن تكون إنساناً ناقصاً) (٦).
وقيل لابن مسعود : (بمَ وجدت هذا العلم؟ قال : بلسان سَؤول ، وقلب عَقول) (٧).
وقال بعضهم : (سل مسألة الحمقى ، واحفظ حفظ الأكياس) (٨).
__________________
(١) الكافي ٨ : ١٣٧.
(٢) سورة يوسف : من آية ٧٦.
(٣) تعرض القرآن الكريم لحكايتهما في سورة الكهف.
(٤) سورة طه : ١١٤.
(٥) تفسير الرازي ٢ : ١٨١.
(٦) لم أهتد إلى مصدر هذا القول.
(٧) تفسير الرازي ٢ : ١٨٠.
(٨) تفسير الرازي ٢ : ١٨١.