وروى المغازلي في (المناقب) بسنده إلى أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يدخل الجنّة من اُمَّتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ، ثُمَّ التفت إلى عليّ عليهالسلام ، فقال : هم من شيعتك وأنت إمامهم» (١).
وفيه أيضاً باسناده إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، عنه صلىاللهعليهوآله ، قال : «أتاني جبرائيل عليهالسلام آنفاً فقال : تختَّموا بالعقيق ، فإنَّه أوَّل حجر شهد الله بالوحدانيّة ، ولي بالنبوَّة ، ولعليّ بالوصيّة ، [ولولده بالإمامة] ، ولشيعته بالجنَّة» (٢).
إلى غير ذلك من الأخبار المستفيضة من طرق الخاصة والعامَّة بذكر الشيعة اونجاتهم حَتَّى روى الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره الموسوم بـ(روض الجنان) عند تفسير قوله تعالى : قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ (٣) : إنّ الخضر عليهالسلام قال لبعض مواليه : «إنّي من موالي علي عليهالسلام ومن جملة الموكّلين بشيعته» (٤).
وبذلك كلّه يظهر فساد من يدّعي من الناس حدوث هذه الكلمة بين المتأخّرين ، وعدم وجودها في زمن النبي صلىاللهعليهوآله ، حَتَّى إنّ القاضي (نور الله) كتب (مجالس المؤمنين) لرد هذه الشبهة ، فاغتنم (٥).
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي : ٢٤٩ ح ٣٣٥.
(٢) مناقب ابن المغازلي : ٢٤٢ ح ٣٢٦ ، وما بين المعقوفين من المصدر.
(٣) سورة المائدة : من آية ٢٦.
(٤) لم أعثر على هذا القول في تفسير الآية المشار إليها في المطبوع بين أيدينا من تفسير الرازي ، في طبعته الثالثة ، وربّما حذفته صروف الأيام والدهر.
(٥) ينظر عن تعريف الكتاب : الذريعة ١٩ : ٢٧٠ رقم ١٦٥٢.