ممَّا يدل على تخصيص هذا اللقب بعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، واعترف رحمهالله بأنه لم يستوعب جميع الأخبار.
[ب] ـ «والعمل به» : إعلم أن كلّ علم من علوم الدين يقتضي عملاً لو لم يأت به لكان ذلك العلم ناقصاً ، حَتَّى مُثّل العلم بوجوده تعالى ، وقدرته ، ولطفه ، وإحسانه ، يقتضي طاعةً في أمره ونهيه ، والعلم بوجود الجنَّة والنار يقتضي العمل الموجب لحصول الأوَّل والنجاة من الثاني ، فلا وجه للاختصاص بالعلم المتعلّق بكيفية العمل كما هو المنقول عن بعض الناظرين إلى هذا الحديث (١).
[ج] ـ «أوجب عليكم من طلب المال» : فيه دلالة على أمرين :
الأول : طلب المال ، وعلى قدر الكفاف واجب قطعاً ، وبه يحصل الاستعانة بالعبادات والطاعات كما ورد : لولا الخبز ما صلَّينا ولا صمنا (٢).
ولا ينافي الزهد المطلوب في دار الدنيا ؛ لأن المراد به كما عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «قُصر الأمل ، وشكر كلّ نعمة ، والورع عمّا حرّم الله عزَّ وجلَّ» (٣).
وكيف يكون الزهد في ترك الحلال وقد قال الصادق عليهالسلام : «لا خير فيمن لا يحب جمع المال من حلال يكفُّ به وجهه ، ويقضي به دينه ، ويصل به رحمه» (٤).
__________________
(١) شرح اُصول الكافي ٢ : ٩.
(٢) الكافي ٥ : ٧٣ ح ١٣ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
(٣) ينظر : نهج البلاغة ١ : ١٣٠ والحديث نقل بالمعنی.
(٤) الکافي ٥ : ٧٢ ح ٥.