عليه نار من السماء فتحرقه ، والله أعلم (١). انتهى ما في الصواعق ؛ وإنَّما آثرت نقله بطوله ؛ لكونه أدخل في إثبات الحجَّة وإيضاح المحجّة» (٢).
قال ابن أبي الحديد في شرحه ، عند قوله عليهالسلام في آخر الخطبة التي خطبها في المدينة «بنا فتح الله لا بكم ، وبنا يختم لا بكم» : إنه إشارة إلى المهدي عليهالسلام الَّذي يظهر في آخر الزَّمان (٣).
وما أحسن قوله في إحدى معلقاته :
ولقد عَلِمْتُ بأنه لا بدَّ مِنْ |
|
مَهدِيِّكُمْ ولِيَومِهِ أتوقَّعُ |
تحميهِ مِنْ جُندِ الإلهِ کتائِبٌ |
|
کاليمِّ أقبلَ زاخِراً يَتَدَفَّعُ |
فيها لآلِ أبي الحديد صوارِمٌ |
|
مشهورَةٌ ورِماحُ خَطٍّ شُرَّعُ |
ورجالُ موتٍ مُقدِمون كأنَّهم |
|
أُسُدُ العرينِ الرُّبْدُ لا تَتَكَعْكَعُ |
تِلكَ المُنى إمّا أغِبْ عنها فَلِي |
|
نفسٌ تُنازِعُني وشوقٌ يَنزَعُ (٤) |
وألطف منه قول الحافظ الشيرازي :
مژده ايدل كه مسيحا نفسي مي آيد |
|
كه انفاس خوشش بوى كسى مي آيد |
از غم هجر مكن ناله وفرياد كه من |
|
زده ام فالي وفرياد رسى مي آيد |
كس ندانست كه منزل گه معشوق كجاست |
|
اين قدر هست كه بانك جرسي مي آيد |
__________________
(١) نور الأبصار : ١٧١ ، ومن طرقنا ورد بالتفصيل في كمال الدین : ٣٣٠ ح ١٦ ، إعلام الوری ٢ : ٢٩١ ، کشف الغُمَّة ٣ : ٣٤٢.
(٢) لم يرد هذا الحديث في صواعق ابن حجر ، وإنما نقل الشبلنجي کلاماً له ـ أعني السابق ـ وتبعه بحديث أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، فظنّ المؤلِّف رحمهالله أنه من كتاب الصواعق المحرقة ، فلاحظ.
(٣) وردت في مقدمة التحقيق لشرح نهج البلاغة ١ : ١٤.