وذكر الشيخ الطوسي رحمهالله في متهجّده عن ابن عيّاش : (أنّ اليوم الثاني من رجب كان مولد الهادي عليهالسلام ، ورُوي أنه كان اليوم الخامس منه ، وأن في عاشره وُلد الجواد عليهالسلام) (١).
وقال الكفعمي : (وبعض أصحابنا كأنهم لم يقفوا على هذه الرواية ، فأوردوا هنا سؤالاً وأجابوا عنه ، وصفتها : أن [قلت] (٢) : إنَّ الجواد والهادي عليهماالسلام لم يولدا في شهر رجب ، فكيف يقول الإمام الحجّة عليهالسلام : (اللهُمَّ إنّي أسألك بالمولودَينِ في رجب) ، قلت : إنه أراد التوسل بهما في هذا الشهر ، لا كونهما وُلدا فيه.
ثُمَّ قال : وما ذكروه غير صحيح من وجوه ، الأول : إنَّما يتأتّى قولهم على بطلان رواية ابن عيّاش ، وقد ذكرها الطوسي رحمهالله في متهجّده ، وغيره من أصحابنا في مصابيحهم.
قال ابن طاووس رحمهالله في كتاب (فتح الأبواب) : وکتاب متهجّد جدّي الشيخ الطوسي رحمهالله كتاب عمل ودراية (٣) ، وما هو على سبيل مجرد الرواية ؛ لأن من صنّف کتاب عمل ، فقد تقلّد العمل بما فيه ، ومتى كان فيه ما لا يعتقده ، فقد أبدع بالإسلام ، وحوشي الشيخ الطوسي من أن يصنّف بدعة (٤).
الثاني : ظهوره في تخصيص التوسّل بهما عليهماالسلام في رجب دون شعبان ورمضان وغيرهما ، وهو تخصیص من غير مخصّص لولا الولادة.
__________________
(١) مصباح المتهجد : ٨٠٥.
(٢) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٣) في الأصل : (عمل بالدراية) وما أثبتناه من المصدر.
(٤) فتح الأبواب : ١٨٦ باختصار.