وفيه رطوبة فضلية سريعة التعفن وتحليل وانضاج وقبض وإسهال لتركبه من قوى متضادة ، فإذا أكثر من أكله أحدث في العينين ظلمة ، وفي الذهن نقصانا بسبب رداءة أبخرته وغذائه ويلين البطن ويهيج الباه ، وإذا تضمد به مع السويق ، ودهن الورد والخل نفع من الأورام الحارة ، وإذا تضمد به وحده نفع للسع العقرب والزنبور ونهش التنين البحري حتى قالوا : إذا أكثر من أكله شخص ، ثم ضربه عقرب لم يؤلمه ، وفي ابن البيطار أيضا أن إذا تضمد به مع الشراب الحيوسي المنسوب إلى حيوسي جزيرة من جزائر المغرب ، وهو شراب عفص حاد بسبب ما يخالطه من ماء البحر فإنه يسكن ضربان العين وبرزه ، وينبغي أن يغمض المستنشق عينه تغميضا شديدا وقت العطاس ، وجالينوس وجماعة لا يرون أكله ولا استعماله من داخل ، وزعم قوم أنه يولد دودا ؛ لأنه إذا مضغ وجعل في الشمس صار دود ، وسما إذا أكل من الكوامينج المالحة ، ويصلحه الخل والبقلة الحمقاء وهو جيد لفم المعدة والقلب والخفقان نافع من الغشي إذا استعمل دواء لا غذاء ، وقال الشيخ الرئيس في الأدوية القلبية إن فيه عطرية مع قبض وتسخين وفيه رطوبة فضلية فيفرح خاصيته العطرية التي يصاحبها قبض مع تلطف ، ولكن عاقبة التفريح غبر محمودة ؛ لأن الجوهر الغذائي الذي فيه مضر للجوهر الدوائي الذي فيه ؛ لأن جوهره الدوائي يفعل ما ذكرنا وجوهره الغذائي يتولد منه دم عكر سوداوي ورطوبته الفضلية يحدث منها النفخة في العرق فمضرة هذين لا تفي بتفريح الروح ، وقال في مفردات القانون : إن فيه قوى متضادة ويولد خلطا رديئا سوداويا ، وعصارته نافعة قطورا تقطع الرعاف ، ولا سيما بخل خمر وكافور في فتيلة تجعل في الأنف ، ومضغه يذهب بالضرس وهو مما يسكن العطاس في مزاج آخر ويجفف الرئة والصدر من رطوباتهما العرضية ، ويعقل البطن فإن صادف خلطا مستعدا للخروج أسهله ، ودهنه في قوة دهن المرزنجوش ، ولكنه أضعف منه ، ومن غريب ما ذكره الشريف أن من خواصه أنه إذا مضغ وقت نزول الشمس في برج الحمل مضغا متتابعا سلمت أسنان الماضغ لم تؤلمه طول سنته ، وأغرب من ذلك ما قيل : إن أكل إنسان عدسا بلا ملح أياما ، ثم مضغ الباذروج وحشاه في قرن ودفنه في زبل أربعين يوما ، ويخرج ويجعل في قارورة في الشمس يوما كان قيراطا منه قاتلا بصورته ، وهو سريع التعفن مولد للحميات مظلم للبصر مفسد للكيموسات ، فلا ينبغي إلقاؤه في الأطعمة ، وذكر داود أن به تعبث السمياوية على نحو الطباخين ولم يبين كيفية ذلك ، وقال أيضا : فيه سرا يأتي في الخطاطيف مع أنه لم يذكر في مبحثها شيئا يتعلق بالباذروج ، ثم اعلم أن اسم الريحان في مؤلفات المتقدمين يطلق على اسم أنواع من الأحباق التي هي كثيرة ، وأما ما يطلق عليه اسم ريحان فأنواع وأصناف كثيرة ، فمنها الريحان الكافوري ، وهذا الريحان يقال له : كافور اليهود والكافور اليهودي ، وهو كثير