(في المقدار وكيفية الاستعمال):
مسحوقه يؤخذ بمقدار من عشرين قمحة إلى أربعين ، ومنقوعه يصنع بجزء منه من درهم ونصف إلى ستة دراهم لأجل مائة درهم ، وماؤه المقطر يصنع بجزء منه ، وثلاثة من الماء ، والمقدار منه من عشرة دراهم إلى ثلاثين ، وشرابه يصنع بجزء منه ، وثمانية من الماء وستة عشر من السكر ، والمقدار منه من عشرة دراهم إلى عشرين ، بل إلى ثلاثين ، ومدخره يصنع بجزء من أزهاره الرطبة ، وجزءين من السكر ، والمقدار منه من أربعين قمحة إلى درهم ونصف ، ويستعمل من الظاهر مسحوقه معطسا بمقدار يسير بين أصبعين ، وكذا يوضع على اللصوقات ، ومن أنواعه ما يسمى بطونيقا لستركتا ، أي الضيق ، ويختلف عن السابق بوريقاته الزهرية التي هي هدبية ، وبكأسه الزغبي من الخارج ، وبالفص المتوسط الذي في الشفة السفلى من التويج الذي سفيني ومتموج وغير مقور ، والأوراق أعرض وقلبية الشكل ، والساق أقصر بالنصف وأكثر زغبية ، والسنبلة أكثر اندماجا ، والأزهار أصغر وزغبية ، ويوجد هذا النبات في غابات أوروبا وهو معمر ويقرب للنوع السابق ، بل يقرب للعقل أنه صنف منه فخواصه كخواصه ، ومن أنواعه بيطونيقا أرونيطالس أو يقال : غرند فلورا ، ساقه بسيطة مربعة متينة زغبية إحاطية يتكون منها سنبلة انتهائية متكاتفة غليظة ، والوريقات الزهرية زغبية هدبية ، والكأس زغبي مرصع بوبر ، والتويج كبير ، وشفته العليا كاملة ، وتلك الأزهار حمر ، ويوجد هذا النوع في غابات أوروبا أيضا ، بل يغلب على الظن أنه هو الذي عناه القدماء.
(السعتر البستاني):
يسمى بالإفرنجية سرييت ، وباللسان النباتي عند لينوس ساطوريا ورطنسيس ، أي بستاني ، وهو نبات معمر ، وجنسه ساطوريا من الفصيلة الشفوية ذو قوتين عاري الثمر ، وأنواعه تقرب من خمسة عشر نوعا تنبت كلها تقريبا بحوض البحر المتوسط ، وسيما بلاد المغرب ، ونخص منها النوع المذكور فإنه عطري معدي منبه.
(في صفاته النباتية):
الجذر سنوي كذا قال المعلم رنشار ، وقال غيره : هو معمر ، والساق قائمة حشيشية متفرعة متقابلة الفروع التي تتفرع تفرعا عظيم الاعتبار في كل جهة ، وتقرب تلك الساق للأسطوانية ، وكأنها مغطاة بغبار ، وتعلو من ثمانية قراريط إلى اثنى عشر ، والأوراق متقابلة خيطية سهمية حادة كاملة ضيقة القاعدة منكتة غددية ، والأزهار صغيرة بنفسجية تتجمع ثلاثة في إبط الأوراق العليا ، والكأس مضلع ذو خمسة أسنان متساوية عميقة حادة جدا ، وأنبوبة