غلات من النعنع الفلفلي ، وعرض بولييه إبدال ذلك بمرهم من الدهن الطيار لهذا النبات ، ويجمع النعنع مع المسهلات ليعين على فعلها ، ويستر ريحها وطعمها الكريهين. اه.
(بيان الاستعمالات الطبية للمتقدمين):
النعنع معروف عند القدماء بصفاته الطبيعة المحسوسة الواضحة ؛ ولذلك كانوا يستعملونه قديما في التداوي ، بل كان له عندهم استعمالات كثيرة ، وكان بقراط يعرفه يقينا ، ويظهر أنه استعمل بوصف كونه منها ، ثم نسب له خاصية أخرى سنذكرها ، وكان ديسقوريدس يعرف أيضا فعله المنبه حيث قال : هو مسخن قابض مجفف ، ومدحه جالينوس بوصف كونه منها للباه وتظهر فاعليته بالأكثر في الأحوال التي يحتاج فيها لاستعمال المنبهات ، وقالوا : إنه يقتل الديدان ويقطع نفث الدم شربا بالخل الممزوج إذا شرب بماء الرمان الحامض سكن الفواق والغثى والهيضة الخفيفة والأسية وسيما إذا كان الفواق تابعا للهيضة ، وأضيف للخل بعض من الأفيون ، وينفع هذا الترتيب أيضا من ريح غليظة أو من أخلاط مؤذية لفم المعدة ، وإذا خالط الخل عسلا كان أبلغ في ذلك ، وكذا يقطع القيء البلغمي ، والحادث عن ضعف المعدة ، وكذا يحلل ضعف المعدة ويقويها ويسكن أوجاعها ويبعث شهواتها ، وإذا وقع في أدوية الصدر نفع من أوجاعها الضعيفة ، ومن أوجاع الجنين وسهل النفث ، وسيما إذا شرب مطبوخه مع البرشا وشان فإنه ينفع نفعا بالغا ، وقال ابن سينا في الأدوية القلبية : النعنع فيه عطرية لطيفة وحلاوة مختلطة بمرارة وعفوصة اختلاطا لذيذا ، وفيه قبض صالح هذه الصفات معينة جدا على خاصية التفريح. اه.
وقالوا : إذا وضع على الجبهة سكن الصداع البارد ، وإذا تضمد به مع الملح نفع من الأورام الباردة ومن عضة الكلب ، وإذا احتملته المرأة قبل الجماع منع الحبل ، وإذا دلك به اللسان الخشن لانت خشونته ، ومضغه ينفع من وجع الأضراس وحيا ، وإذا مضغ ووضع على لسعة العقرب نفع منه بسبب تنبهه ، لا سيما إذا شرط موضع اللدغ قبل وضعه وينفع أصحاب البواسير ضمادا بورقة ، وهو من أنجح الأدوية في ذلك ، وإذا درس مع لحم الزبيب ووضع على الأنثيين أضمرهما ، وسكن أوجاعهما ، وإذا دق ورقه مع ملح اندراني ، وخلط بزيت ووضع على الدماميل التي هي من خلط غليظ أبرأهما ، وعصارته مع ميجنتج تنفع من عسر الولادة ، والميجنتج هو المسمى أغلوقن ، وهو عقيد العنب فإن قيد بالمدبر ، فالمراد هو إذا طبخ ثانيا مع عشرة من السكر أو العسل فإن قيل مفوها إذا جعل فيه الهيل وجوزبوا والقرنفل ونحوها ، وكان للمشكطرا مئيغ شهرة في إدرار الطمث والسعال التشنجي والربو وبحة الصوت كذا في علاج النقرس ؛ ولذا سمي في بعض المؤلفات القديمة منتا بودغراريا أو