في المنسوج المخي وكتيبس في بعض محال من اللب النخاعي أو خراج أو درن أو نحو ذلك.
غير أنه إذا حدث من التهاب العنكبوتية فيها أو احتقانات دموية وقتية في الأوعية المخية ، أو فقد اللب النخاعي قوامه الاعتيادي أو كابد لينا في أجزائه فإنه يؤمل حصول نفع من التأثير المنبه الذي لهذا الداء فيمكن أن يعين على امتصاص السائل المعانق للمخ أو النخاع ، وتشتت الاحتقان الدموي الذي في المخ وإرجاع الهيئة الاعتيادية للمادة المخية ، ولو مع طول الزمن فتكون مستحضراته وسائط ثانوية مساعدة ، وأكدوا قوة فعله في بعض الأمراض المزمنة المصاحبة لارتشاح خلوي وتورم عام ، لكن هذه الدلالات مبهمة ، وإنما المهم معرفة الآفات الموجودة حتى يكون الدواء تأثيره المنبه في المنسوجات يوقظ فيها وظيفة الامتصاص ووظيفة التمثيل ، ولكن استعماله في الآفات الحفية يستدعي طول الاستعمال ، وجمع تأثيره مع تأثير الوسائط الحفرية الأخر ، وسيما تأثير الأغذية الجيدة المناسبة.
وقال المعلم تروسوان : لفظ طارد للسم انكسفرماك كانوا يطلقونه على الفواعل الحافظة من الأمراض العفنة والمعدية بضم الميم وسكون العين ، والفاسدة ، أي الناشئة من الفساد النباتي والحيواني ، وكانت تستعمل تلك الفواعل أيضا لشفاء هذه الأمراض ، وكانت المريمية موضوعية في درجة مهم من هذه الرتبة من الأدوية ، قال : وعندنا أن الخواص التي نعرفها لها ، وتدخل في هذا النوع هي التي يمكن أن يؤخذ منها نفع في الشكل المخاطي للحميات التيفوسة ؛ لأن هذا الشك رديء التصور ، ويندر أن يوجد وحده ، وإنما الغلب اجتماعه مع حالة ضعف أو تهيج تضر به كثيرا من الحمى البطيئة العصبية لأوكسام ، وتلك حالة تجعل استعمال المريمية بعيدة عن مضادة الدلالة ، وإنما تجعل استعمالها أجود ، وأحس فإن هذا الشكل يتحول بسهولة إلى العفوية ، وحينئذ يوجد مشابهة في الأعراض لنيفوس المارستان ، والحبوس ، بل للتيفوس المشرفي فمنقوع المريمية ، أو منقوع نوع من جنس طفريون يطبع زيادة مقاومة وثبات في المجموع العصبي المصاب بالسبات والانخرام ، أي عدم الانتظام ويزيد مع ذلك في فاعلية الدور ، ويعيد الحمى للمرضى ، وتكون تلك الحمى ضرورية لازمة إلى حد ما بحيث لا يحصل تحليل تركي في البنية قبل أوانه ، ولا يحصل الموت بالتسمم من التصعدات الرديئة وعدم الانفعال ، وتسلطن العوارض العصبية ، والموت بالتأثر المعيب ، ويمكن استعمال منقوع هذا الجوهر أيضا في الشكل الضعفي الخالص لتلك الحميات ، ولا يخاف من اللين ، أي الإسهال الذي قد يحصل أو يكون محفوظا في تلك الأحوال التي يوجد فيها غالبا ؛ لأن المريمية ، والأسقورديون يلطفانه فهما أحسن دواء حينئذ ، وكذلك الحميات