(وثانيا) : أنها تتجدد غالبا بعد استعمال كل مقدار ، والزمن الفاصل بين ظهور وازدراد الدواء واحد تقريبا ، فتظهر بعد عشر دقائق أو ربع ساعة وأما مدتها فقد تدوم نصف ساعة ، أو ساعة بل ساعتين وتارة تنقطع فلا تدوم كل مرة إلا بعض دقائق فإذا اعتبرنا زيادة سرعة تولدها وقلة طول مدتها استنتجنا من ذلك أن المقرن له الرحم تأثير قوي بديهي ، وذكر ذلك جميع القوابل ، وأما طبيعة تلك القولنجات فهي رحمية تشبه النساء اللاتي سبق لهن الحمل بالقولنجات التي تسبق الولادة ، وأما قولنجات رحم البكر فلها شبه بالقولنجات المصاحبة بالطمث الشاق ، وتأثير المقرن على أعضاء آخر غير الرحم فأعظم ظاهرته اعتبارا هي ما يحصل من فعله على الجهاز المخي الشوكي ، وهي اتساع الحدقتين والصداع والدوار والسبات ، والغالب كونها لا تظهر إلا بعد الظاهرات الرحمية ، وإنما تستطيل زمنا طويلا وتكتسب أحيانا زيادة شدة في كل كمية جديدة ، ثم بعد أن أطال الكلام توروسو في ذلك قال : يستنتج مما سبق أن المقرن له فعل قوي على الرحم لكنه وقتي وأن ، ذلك الفعل يذهب بالأكثر لألياف هذا العضو ، فيحدث فيها انقباضات مصاحبة دائما للأوجاع أي القولنجات ، ويحصل منها سريعا قطع الأنزفة الرحمية مهما كان سببها وأن حالة الرحم ليس لها تأثير على تولدها ، بل قد تشاهد إذا كان جزء من ألياف عنق الرحم مستوليا عليه السرطان أن الشيلم يؤثر على العضو العصبي المركزي أي بكيفية الجواهر المسبتة وأن الظاهرات الناتجة منه بطيئة ، ولكن مستدامة وأنه لا يوجد ثقل فيها إذا اقتصر على مقاومة المتروراجيا وأنه يمكن بدون خطر أن يزاد المقدار إلى جملة دراهم في أربعة أيام أو خمسة ، وأنه إذا أريد مقاومة متروراجيا يكون من الجيد تكثير المقادير وإعطاؤها بفترات متساوية ، وأنه لا ينبغي أن يخاف من أن يبتدأ بمقدار فيه عظم كأربع جرامات أي درهم مثلا في أربع وعشرين ساعة انته.
وعولج بهذا الدواء الاحتقانات الرحمية التي تكون في الغالب مبدأ للالتهابات المزمنة في الرحم بناء على ما علم أن الرحم تنقبض بعد الولادة بقليل من فعل هذا الدواء ، وأن المظنون بالعقل أن النزيف الرحمي ينقطع في حالة الفراغ بمثل تلك الحركة الميكانيكية فكذلك الاحتقان الرحمي المذكور بل والالتهاب الرحمي المبتدئ ، وظن أيضا من ذلك أن الأنزفة الأخر تنقاد لهذا الدواء لذا جربوه في الرعاف ونفث الدم وقيء الدم وبول الدم ونحو ذلك بل انقادت ليقوريا مستصعبة سريعا استعماله ، ولا يخفى تأثيره الحميد في هذا الداء الأخير إذ كثير ما نشاهد الليقوريا من تفلس بوزطنشيا أو من التهاب آخر في العنق أو في المهبل ، أو من أسباب أخر كثيرة بحيث لا يظن شفاء تلك الآفات الظاهرة ، والاحتقانات الرحمية التي هي سبب هذه الأزهار البيض المسماة بالليقوريا بكيفية واحدة ، فإذا كانت الرحم متمددة ببوليبوس أو بالضغ المسماة مولى ، فإن المقرن قد ينفع لتعجيل اندفاعها ، وقد ذكر كثير من الأطباء