الغالب منهما ، وللآس في هذا الحكم نظائر كثيرة ويشبه أن يكون ما فيه من الجوهر اللطيف الذي الغالب فيه الحر أي والكثيف الذي الغالب فيه البرد أكثر ، ولم يبلغ من تأكد امتزاجها إلا ويفرق بينهما الحار الغريزي الذي في أبداننا فيفرق بينهما فينفذ أولا الجوهر الحار الذي فيه فيسخن ثم يأتي بعده البارد فيقوى ويشد ، ولهذا تعظم منفعته في إنبات الشعر فإن الجوهر الحار يجذب المادة ويوسع المسام أولا ، ثم الجوهر البارد منه يشد العضو ويقبض وقد انجذبت إليه المادة التي يكون منها الشعر فينعقد شعرا والعطرية التي فيه يركبها الجوهر الحار الذي فيه والعفوصة يركبها الجوهر البارد ، فإذا اعتبر الآس بمزاجه الأغلب الأقوى كان باردا يابسا وله مع ذلك تلطيف بعطريته ملائم للروح بما فيه من القبض مع التلطيف ممتن له لجوهره باسط له منق ولاجتماع هذه المعاني كان من الأدوية النافعة من الخفقان وضعف القلب ، ويعد من المفرحات ، وكانت ثماره مستعملة عند القدماء للتتبيل ، ولم تزل إلى الآن كذلك بمنزلة الفلفل في طوسقانة ، ويحضر منها نبيذ يسمى مرطيداتون أي النبيذ الآسي (قال ميرة) وكان يسمى بهذا الاسم أيضا منتفخات في جذع النبات يجعلونها شديدة القبض. (قال ابن البيطار) فيما نقله عن ديسقوريدس : وأما المرطيداتون فهي أشياء تنبت في ساق شجر الآس مضرسة ولونها شبيه بلون ساق الآس وفي شكلها مشابهة بالكف وقبضها أشد من قبضه انته.
(وقال) إسماعيل بن الحسن الجرجاني في كتاب «ما لا يسع الطبيب جهله» : وقد يظهر في ساق الشجرة نفسها عقد مضرسة شبيهة بالكف تسمى نبكه وباليونانية منظريا وهي أشد قبضا من الآس انته.
ولم أقف على الاسم اليوناني الذي ذكره الجرجاني ولعله تحريف من النساخ وأما الاسم الذي نقله ابن البيطار وعمن ديسقوريدس ، ونقله ميرة عن المتأخرين فهو مرطيداتون وقد تدق هذه وتخلط بشراب عفص ، ويعمل من ذلك أقراص تجفف في الظل وتفعل جميع أفعال الورق والثمر بل هي أقوى ، وإذا احتيج إلى أن يكون في القيروطي عند الحاجة إلى استعماله قبض خلط به شيء من هذه الأقراص وكذا إذا احتيج إلى مثل ذلك فيما يستعمل من الفرزجات والضمادات والمياه التي يجلس فيها خلط بها شيء من هذه الأقراص. انته ببعض تغيير ، والدهن العطري لهذا النبات فيه الخواص المنبهة العظيمة الاعتبار ولم يزل مستعملا عند الأطباء المجربين ، ويستعمل في بعض محال بلاد اليونان وإيطاليا وبروونسه وغير ذلك لدبغ الجلود ، وذكر بيلون أن المستعمل لذلك بالأكثر هو أوراق الصنف الذي ثماره سود وهو الكثير الوجود بأوروبا ، ويحضر منها خلاصة تسمى عند المتأخرين مرطيل ، ويحضر من أزهاره وأوراقه بالتقطير ما يسمى كما قلنا بالماء الملكي وله اعتبار عظيم وكذا يحضر منه كما