زمن من ربع ساعة إلى ساعة من ازدراد آخر كمية من هذا الدواء ، فإذا لم تنتج منه النتيجة المطلوبة جاز بعد بعض أيام أن يبتدأ الاستعمال ، لكن بعد النظر في حالة أعضاء الهضم والضفائر العصبية للعظيم الاشتراكي كذا قال بربيير ، ثم ذكر مشاهدات تعرف النتائج القريبة لهذا الجوهر ، فمن ذلك امرأة عمرها ثمان وعشرون سنة وأعضاؤها الهضمية في حالة جيدة ، وكان كثيرا ما يحصل لها تهيج في الضفائر العصبية للعظيم الاشتراكي فتشكو بتضايق في الحلق وتعب في الازدراد وخفقان في القلب وآلام نحو قاعدة القص وفي الأطراف احتراق ناري يذهب فجأة نحو الوجه وبأعراض نحو ذلك ، فأرادت استعمال قشور جذر الرمان لكونها تظن وجود ديدان في صوفها فاستعملت ثلاثة أكواب من مغلي صمغ بستة عشر درهما من هذه الجذور وبين الكوبين ساعتان فكانت بعد ازدراد كل كوب تحس ببرد يمتد من الحلق إلى المعدة ، ويصعد لفمها جملة مرات مياه زلالية ، ثم بعد ذلك يحصل لها تكدر في الأمعاء ، ومع ذلك لا يحصل لها مغص ولا غشيان ، ثم تتبرز أربع مرات ، وكثيرا ما كانت تستشعر بحرارة تذهب للرأس ويحصل لها بعد الزوال نعاس عميق وعرق يدوم طوال الليل ، ومع ذلك لم يخرج منها شيء من الديدان ، واتفق أن امرأة عمرها خمسون سنة كان معها تيبس في المنسوج الخلوي في جملة محال من الجسم والأطراف ، ويوجد في تلك المتيبسة حرارة واحمرار وحساسية أي تألم من اللمس ، وكان ذلك بحسب الظاهر تهيجا في المنسوج الخلوي ، وفي مدة علاج هذه الآفة استعملت لأجل إطلاق بطنها بلوعات بيلست ، فخرج منها في اليوم الثالث من الاستعمال دودة طولها قدمان بل ثلاثة ، وكان عدد ما استعملت من البلعات اثنتي عشرة ، ولما نزل ذلك أعطى لها مغلي أوقيتين من قشور جذور الرمان مع إتباع الطريقة المعروفة ، فكانت بعد كل كوب تحس باشتغال في القسم المعدي ، وبالأكثر في الخثلة ، وذلك على حسب قولها حرارة كأنها تنفذ في أمعائها ، ولكن لا يحصل لها استفراغات ثفلية ، ومع ذلك تشكو بدوار وقمور وحالة هبوط كأنها ساقطة في الغشي وبعض سبات أيضا ، وفي اليوم التالي تبرزت برازا إلينا لم يميز فيه شيء من الديان ، ثم أعادت استعمال هذا الدواء بعد ذلك بثلاثة أيام فنتج منه نفس النتائج التي حصلت لها أولا في الجهاز الهضمي وفي المخ ، ولكن لم يخرج شيء من الديان أيضا مع أن البلوع الزئبقية لبيلست دلت على وجودها في القناة الغذائية فهل نقول إن جذور الرمان التي استعملتها كانت غير جيدة الصفة وإنما دودة القرع التي خرجت هي التي كانت معها ولم يبق منها شيء في القناة المعوية هذا هو القريب للعقل. اهـ.
قال ميرة وغيره : ولا يستعمل هذا الدواء إلا إذا خرج من المريض حلقات من دودة