قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إن آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء. إنما وليّى الله وصالح المؤمنين».
وأما أبو هريرة فروي عنه الحديث الذي معناه : أن عليا عليهالسلام خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأسخطه ، فخطب ، وقال : لاها الله ، لا تجتمع ابنة ولي الله وابنة عدوّ الله أبي جهل ، إنّ فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها. فإن كان عليّ يريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي ، وليفعل ما يريد.
وأيضا روى أبو جعفر عن الأعمش قال : لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة (١) ، جاء إلى مسجد الكوفة ، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ، ثم ضرب صلعته مرارا ، وقال : يا أهل العراق ، أتزعمون أنّي أكذب على الله وعلى رسوله (٢) وأحرق نفسي بالنار! والله لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إن لكل نبيّ حرما ، وإنّ حرمي بالمدينة ما بين عير إلى ثور. فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» ، وأشهد أنّ عليا أحدث فيها. فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولّاه إمارة المدينة (٣).
__________________
(١) هو العام الذي نزل فيه الإمام السبط الأكبر عن الحكم لمعاوية الطاغية ، حقنا لدماء المسلمين سنة ٤١. وسمّوه عام الجماعة. قال أبو ريّة : وهو في الحقيقة كان عام التفرقة. الأضواء ـ بالهامش ـ ص ٢١٦.
(٢) قال أبو ريّة : يبدو من هذا القول أن كذب أبي هريرة على النبي كان قد أشتهر من أول يومه حتى عم الآفاق. لأنه قال ذلك وهو بالعراق ، وأن الناس جميعا كانوا يتحدثون عن هذا الكذب في كل مكان. قلت : ولقد كان معروفا بالكذب قبل ذلك. روى ابن أبي الحديد في الشرح (ج ٤ ، ص ٦٧ ـ ٦٨) : أن عمر ضربه بالدرّة ، وقال له : قد أكثرت من الرواية وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٣) راجع : شرح النهج لابن أبى الحديد ، ج ٤ ، ص ٦٣ ـ ٦٨.