تقدموا في العلم الصحيح» (١). فرغ من تأليف التفسير سنة (١٣٢٩ ه).
تفسير المراغي
هو الشيخ أحمد مصطفى المراغي ، شقيق الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر في وقته ، وتلميذ الإمام الشيخ محمد عبده صاحب تفسير «المنار» ، والذي وضع تفسيره هذا مشاكلا له ، ومستفادا من بحوث شيخه الأستاذ. توفي سنة (١٣٧١ ه).
وتفسيره هذا من أشمل التفاسير لحاجة العصر في أسلوبه وفي طريق سرد المطالب ونضد المقاصد ، متجنّبا القصص الإسرائيلية المدسوسة والخرافات الدخيلة. ولا يغفل في أي مناسبة اللجوء إلى علوم الطبيعة فيما يمسّ فهم كتاب الله العزيز ، ومن ثم فهو تفسير جيّد مفيد في ذاته.
قال الذهبي : «لم نعرف من رجال هذه المدرسة ـ مدرسة الشيخ محمد عبده ـ رجلا تأثّر بروح الأستاذ الإمام ، ونهج على طريقته من التجديد وإطراح التقليد ، والعمل على تنقية الإسلام من الشوائب التي ألصقت به ، وتنبيه الغافلين عن هديه وإرشاده ، مثل الأستاذ المراغي. تربّى هذا الرجل في مدرسة الأستاذ الإمام ، وتخرّج منها وهو يحمل بين جنبيه قلبا مليئا بالرغبة في الإصلاح ، والثورة على كل ما يقف في سبيل الإسلام والمسلمين» (٢).
وقد نهج في تفسيره منهج شيخه ، نراه لا يخوض في مبهمات القرآن بالتفصيل ، ولا يدخل في جزئيات سكت عنها القرآن وأعرض عنها
__________________
(١) راجع : محاسن التأويل ، ج ١ ، ص ٣٣٧.
(٢) التفسير والمفسرون ، ج ٢ ، ص ٥٩٠.