بطهران.
من وحي القرآن
تفسير تربوي اجتماعي شامل ، ويعدّ من أروع التفاسير الجامعة ، النابعة من روح حركيّة نابضة بالحيويّة الإسلامية العريقة. انطلق فيه المؤلف هو السيد محمد حسين فضل الله ، من ألمع علماء الإسلام في القطر اللبناني يعمل في إحياء الجوّ القرآني في كل مجالات الحياة المادية والمعنوية ، نظير ما صنعه سيد قطب في تفسيره «في ضلال» ، مضيفا عليه تعاليم صادرة عن أهل البيت في تربية الجيل المسلم ، ومتناسبا مع كل دور من أدوار الزمان.
وقد بدأ المؤلف بمقدمة في بيان هدفه من التفسير والخطوات الأساسية التي مشى عليها ، قال : «هل هذا كتاب تفسير ، وهل نحن بحاجة إلى تفسير جديد أمام هذا الحشد من التفاسير ، التي لم تترك جانبا من جوانب المعرفة القرآنية ، إلّا وأفاضت في تحليله وتوسيعه وتعميقه ، من الجوانب اللغوية ، إلى الجوانب البلاغية والفلسفية ، والنفسية والاجتماعية ... وما تزال المحاولات مستمرة في استحداث آفاق جديدة لتفاسير جديدة؟ والجواب : إننا لم نكتب هذه الأبحاث في البداية كمحاولة تفسيرية جديدة ، بل كانت دروسا قرآنية تلقى على مجموعة من الطلاب المؤمنين المثقفين ، من أجل خلق وعي قرآني يركّز الوعي الإسلامي على قواعد ثابتة. انطلقت هذه الدروس في خط عملي متحرك يركّز على استيحاء أجواء القرآن ، من أجل أن نعيش تلك الأجواء في حياتنا الإسلامية الصاعدة ؛ لأن القرآن ليس كلمات لغوية تتجمّد في معناها اللغوي ، بل هي كلمات