في وضع هذا إلّا من يشك في عصمة الأنبياء عن مثله ، وأحر بمثل هذا أن يكون مختلقا على نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعلى نبي الله سليمان عليهالسلام ، وإنما هو من إسرائيليات بني إسرائيل وأكاذيبهم.
والصحيح في تفسير الفتنة هنا حسبما ذكرناه في التمهيد ، ج ٣ ، ص ٤٤٣ و ٤٤٤ أنّ سليمان عليهالسلام قال يوما لأصحابه : لأطوفنّ الليلة على نسائي لتلد كل واحدة غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله. قال ذلك قاطعا بالأمر ، فقد تمنّى ما لم يكن في استطاعته إلّا أن يشاء الله. فأراد الله تنبيهه على بادرته تلك ، فطاف عليهنّ كلّهنّ لم تحمل منهنّ سوى واحدة ، وجاءت بسقط ميت (١).
٣١ ـ الإسرائيليات في قصة أيوب عليهالسلام
ومن القصص التي تزيّد فيها المتزيّدون ، واستغلها القصّاصون ، وأطلقوا فيها لخيالهم العنان : قصة سيدنا أيوب عليهالسلام ، فقد رووا فيها ما عصم الله أنبياءه عنه. وصوّروه بصورة لا يرضاها الله لرسول من رسله.
فقد ذكر بعض المفسرين عند تفسير قوله تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ. وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ. وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)(٢). ذكر السيوطي في «الدر المنثور» وغيره ، عن قتادة رضى الله عنه في قوله تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا
__________________
(١) مجمع البيان ، ج ٨ ، ص ٤٧٥.
(٢) ص / ٤١ ـ ٤٤.