رَحِيمٌ)(١) ، فهل يسلط الله عليهم اليوم من يردّ ظلمهم وبغيهم ، وطردهم أهل فلسطين من ديارهم ، واغتصاب الديار ، واستذلال العباد ، واستهانتهم بالقيم الخلقية ، والحقوق الإنسانية؟.
ذلك ما نرجو ، وما ذلك على المسلمين بعزيز ، لو وحّدوا الكلمة ، وجمعوا الصفوف ، وأخذوا الحذر والأهبة ، وأعدوا لهم العدة ، فاللهم حقّق وأعن.
٢٢ ـ الإسرائيليات في قصة أصحاب الكهف
ومن قصص الماضين التي أكثر فيها المفسرون من ذكر الإسرائيليّات قصّة أصحاب الكهف ، فقد ذكر ابن جرير ، وابن مردويه ، وغيرهما الكثير من أخبارهم التي لا يدلّ عليها كتاب الله تعالى ، ولا يتوقف فهم القرآن وتدبّره عليها.
فمن ذلك ما ذكره ابن جرير في تفسيره ، عن ابن إسحاق ، صاحب السيرة في قصّتهم ، فقد ذكر نحو ثلاث ورقات ، وذكر عن وهب بن منبّه ، وابن عباس ومجاهد أخبارا كثيرة أخرى (٢) ، وكذلك ذكر السيوطي في «الدر المنثور» (٣) ، الكثير ممّا ذكره المفسرون عن أصحاب الكهف ، عن هويّتهم ، ومن كانوا؟ وفي أي زمان ومكان وجدوا؟ وأسمائهم؟ واسم كلبهم؟ وأ هو قطمير أم غيره؟ وعن لونه أهو أصفر أم أحمر؟ بل روى ابن أبي حاتم من طريق سفيان ، قال : رجل بالكوفة يقال له : عبيد ـ وكان لا يتّهم بالكذب ـ قال : رأيت كلب أصحاب الكهف
__________________
(١) الأعراف / ١٦٧.
(٢) تفسير الطبري ، ج ١٥ ، ص ١٣٣ وما بعدها.
(٣) الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢١١ ـ ٢١٨.