هذا (١).
ما نسب إلى ابني آدم لما قتل أحدهما الآخر
ومن ذلك : ما ذكره بعض المفسرين كابن جرير الطبري في تفسيره ، والسيوطي في تفسيره «الدر المنثور» في قصة ابني آدم : قابيل ، وهابيل ؛ وقتل أولهما الآخر ، ما روي عن كعب : أن الدم الذي على جبل قاسيون هو دم ابن آدم ، وعن وهب : أن الأرض نشفت دم ابن آدم المقتول ، فلعن ابن آدم الأرض ؛ فمن أجل ذلك لا تنشف الأرض دما بعد دم هابيل إلى يوم القيامة. وأن قابيل حمل هابيل سنة في جراب على عنقه ، حتى أنتن وتغيّر ، فبعث الله الغرابين ، قتل أحدهما الآخر ، فحفر له ، ودفنه برجليه ومنقاره ، فعلم كيف يصنع بأخيه. مع أن القرآن عبّر بالفاء التي تدل على الترتيب والتعقيب من غير تراخ. قال تعالى : (فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ)(٢).
وروى أيضا : أنه لما قتله اسودّ جسده ، وكان أبيض ، فسأله آدم عن أخيه ، فقال : ما كنت عليه وكيلا. قال : بل قتلته فلذلك اسودّ جسدك ، إلى نحو ذلك.
فكل هذا وأمثاله ـ عدا ما جاء في القرآن ـ من إسرائيليّات بني إسرائيل ، وقد جاءت بعض الروايات صريحة عن كعب ، ووهب. وما جاء عن ابن عباس ، ومجاهد وغيرهما ، فمرجعه إلى أهل الكتاب الذين أسلموا (٣).
__________________
(١) انظر التوراة ـ سفر التكوين ـ الإصحاح الثالث لتزداد يقينا أنه من الإسرائيليات ، وليس منه شيء عن المعصوم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٢) المائدة / ٣١.
(٣) تفسير الطبري ، ج ٦ ، ص ١١٨ ، عند قوله تعالى في سورة المائدة : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ