وكلمات أرباب الحقائق ، ووجوه الإعراب والقراءات (١). وهو صاحب كتاب «العرائس» في قصص الأنبياء.
من ميزات هذا التفسير : توسّعه في اللغة والأدب والوجوه والقراءات ، والإحاطة بكلام السلف ، والإجادة في نقلها وبسطها. فقد كان مفسّرنا كثير الشيوخ كثير الحديث صحيح النقل موثوق به (٢) ، غير أنه لم يتحر الصحة فيما ينقله من تفاسير السلف ، ومن وقع فيما وقع فيه كثير من المفسرين المكثرين من النقل. وقد جرّ على نفسه وعلى تفسيره ، بسبب هذه الكثرة من الإسرائيليات والموضوعات ، ما جرّه أكثر المفسرين السلف من اللّوم والنقد اللاذع. وقد اعتمد روايات الشيعة أيضا في تفسيره ، الأمر الذي أثار العتاب عليه بالخصوص ، وإلّا فهو وسائر أصحاب التفسير بالمأثور سواء.
١٣ ـ تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان)
هو أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي ، توفّي سنة (٨٧٦). كان من الأئمة الرحّالين في طلب العلم. وطار صيته بالفضل والزهد عن الدنيا. وأصبح آية في علم الحديث ، وخلّف كتبا كثيرا ألّفها على نمط أهل الحديث المكثرين.
إنه يتعرّض للقراءات أحيانا ، ويدخل في الصناعة النحوية نقلا عن غيره ، ويذكر الروايات المأثور في التفسير ، يذكرها بلا إسناد ، ويخوض الإسرائيليات خوضا بلا هوادة ، وفيه من آثار التعصب الشيء الكثير. والخلاصة : أن تفسيره هذا
__________________
(١) معجم الأدباء ، ج ٥ ، ص ٣٧.
(٢) التفسير والمفسرون ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ـ ٢٣٥.