آفات التفسير بالمأثور
علمنا أن التفسير النقلي يشمل ما كان تفسيرا للقرآن بالقرآن ، وما كان تفسيرا للقرآن بالسنّة ، وما كان موقوفا على الصحابة ، أو المروي عن التابعين. أما تفسير القرآن بالقرآن بعد وضوح الدلالة ، أو بما ثبت من السنّة الصحيحة فذلك ممّا لا خلاف فيه ولا شك يعتريه ؛ لأنه من أحسن الطرق إلى فهم معاني كلامه تعالى ، وأمتنها وأتقنها.
وأما ما أضيف إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو إلى أحد الأئمة الأطهار ، وكان في سنده ضعف أو في متنه وهن ، فذلك مردود غير مقبول ، ما دام لم تصح نسبته إلى المعصوم.
وأما تفسير القرآن بالمروي عن الصحابة والتابعين ، فقد تسرّب إليه الخلل ، وتطرّق إليه الضعف والوهن الكثير ، إلى حدّ كاد يفقدنا الثقة بكل ما روي من ذلك ـ كما قال الأستاذ الذهبي (١) ـ حيث وفرة أسباب الضعف والوهن في ذلك الخضمّ من المرويّات ، في كتب التفسير المعزوّة إلى الصحابة والتابعين. وقد
__________________
(١) التفسير والمفسرون ، ج ١ ، ص ١٥٦.