الأطراف المدببة أن يكون كل منها بابا تخرج منه الكهربائية المتجمعة على السطح تدريجا إلى السحاب الذي يظلّه ، فيحدث التفريغ ، أي الاتحاد بين كهربائية الأرض ، وكهربائية السحاب تدريجا ، فيمتنع ذلك التفريغ الفجائي المعروف بالصاعقة ، على أنه إذا نزلت الصاعقة بالبناء رغم ذلك فالأرجح جدا أنها تصيب القضيب المدبّب أول ما تصيب ، وتنصرف الكهربائية إلى الأرض ، بدلا من أن تدكّ البناء ؛ ولذا يسمّى مثل هذا القضيب المدبّب الواصل إلى الأرض بصارفة الصواعق ، وقد وجدوا أن السطح الخارجي للقضيب هو الطريق الذي تمر به الكهربائية إلى الأرض ، لذلك كلما كان هذا السطح أكبر كان الصرف أعظم ، والبناء أحصن ؛ ولذا كانت الصفائح أفعل في حفظ الأبنية ، من مثل كتلتها من الأسلاك (١).
جبل «قاف» المزعوم ، وحدوث الزلازل
ومن ذلك ما ذكره بعضهم في تفسير قوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)(٢) : فقد ذكر صاحب «الدر المنثور» وغيره ، روايات كثيرة عن ابن عباس ـ رضوان الله تعالى عليه ـ قال : «خلق الله من وراء هذه الأرض بحرا محيطا بها ، ثم خلق من وراء ذلك البحر جبلا يقال له : (قاف) ، سماء الدنيا مرفوعة عليه ، ثم خلق الله ـ تعالى ـ من وراء ذلك الجبل أيضا مثل تلك الأرض سبع مرات ، واستمر على هذا حتى عدّ سبع أرضين ، وسبعة أبحر ، وسبعة أجبل ، وسبع سماوات».
وهذا الأثر لا يصح سنده عن ابن عباس ، وفيه انقطاع ، ولعل البلاء فيه من المحذوف.
__________________
(١) سنن الله الكونية ، ص ١٦٢.
(٢) ق / ١.