الروايات فتوقف ، كالسيوطي وابن الأثير (١) وحاول بعضهم الجمع بينها فزعم أن الذّبح وقع مرّتين ، والحق : ما وضّحناه لك ، فلا تجوّز ، ولا تتوقّف ولا تقل بالتكرار ، والله الهادي إلى الحق.
٢٨ ـ الإسرائيليات في قصة إلياس عليهالسلام
ومن الإسرائيليات التي اشتملت عليها بعض كتب التفسير ما ذكروه في قصة إلياس عليهالسلام عند تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ. أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ. اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ. فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ. إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ. وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ. سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ ، إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)(٢).
فقد روى البغوي ، والخازن ، وصاحب «الدر» ، وغيرهم ، عن ابن عباس ، والحسن ، وكعب الأحبار ، ووهب بن منبّه ، مرويات تتعلق بإلياس عليهالسلام.
قال صاحب «الدر المنثور» : أخرج ابن عساكر ، عن الحسن رضى الله عنه في قوله : (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) ، قال : إن الله تعالى بعث إلياس إلى بعلبك ، وكانوا قوما يعبدون الأصنام ، وكانت ملوك بني إسرائيل متفرقة على العامة ، كل ملك على ناحية يأكلها ، وكان الملك الذي كان إلياس معه يقوم له أمره ، ويقتدي برأيه ، وهو على هدى من بين أصحابه ، حتى وقع إليهم قوم من عبدة الأصنام ، فقالوا له : ما يدعوك إلّا إلى الضلالة والباطل ، وجعلوا يقولون له : اعبد هذه الأوثان التي تعبد
__________________
(١) الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ٢٨٠. والكامل في التاريخ ، ج ١ ص ١٠٨ ـ ١١١.
(٢) الصافات / ١٢٣ ـ ١٣٢.