وهب. كان من كبار الوضّاعين (١).
وروى حديث القباء الأسود ، قال : لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في قباء أسود ومنطقة. فقال أبو البختري : «حدّثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال : نزل جبرئيل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليه قباء أسود ومنطقة ، محتجزا فيها بخنجر».
قال يحيى بن معين : وقفت على حلقة أبي البختري وهو يحدّث بهذا الحديث ، مسندا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. فقلت له : كذبت يا عدوّ الله ، على رسول الله. قال : فأخذني الشرط. فقلت : هذا يزعم أنّ رسول ربّ العالمين نزل على النبي وعليه قباء. فقالوا لي : هذا والله قاصّ كذّاب. وأفرجوا عني (٢).
والأحاديث في أولاد العباس وملكهم ، ولا سيّما الزيّ العباسي الذي تزيّا به جبرائيل ، كثيرة ، أوردها ابن الجوزي في موضوعاته وفنّدها خير تفنيد فراجع (٣).
٥ ـ الوضع نزولا مع سياسة الطغاة. كان معاوية أوّل من وضع سياسته على وضع الأحاديث وقلبها ، تمشية مع أهدافه المرتذلة ، في التغلّب على واقع الإسلام الرفيع.
قال الأستاذ أبو ريّة : لا بد لنا أن نكشف عن ناحية خطيرة من نواحي الوضع في الحديث ، كان لها أثر بعيد في الحياة الإسلامية ، ولا يزال هذا الأثر يعمل عمله
__________________
(١) الموضوعات ، ج ٣ ، ص ١٢.
(٢) الموضوعات ، ج ٣ ، ص ٤٧ ـ ٤٨.
(٣) المصدر ، ج ٢ ، ص ٣٠ ـ ٣٧.