علما من أعلام القرن الثاني عشر ، توفي حدود سنة (١١٢٥).
ويظهر من تفسيره هذا أنه كان متبحّرا في شتّى العلوم الإسلامية التي كانت دارجة ذلك العهد ، من الفلسفة والكلام ، والأدب واللغة ، والفقه والحديث. وقد اضطلع بعلم التفسير والتأويل.
وتفسيره هذا من خير تفاسير ذلك العهد ، وهو كما كتبنا في المقدمة حصيلة ما سبقه من أمهات تفاسير أصحابنا الإمامية : النقلية والاجتهادية ، قد جمع فيه من لباب البيان وعباب التعبير ، أينما وجده طي الكتب والتفاسير السابقة عليه ، والتي كانت راقية لديه. فقد اختار حسن تعبير البيضاوي ، اقتداء بشيخه الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي. كما انتخب من أسلوب الطبرسي في «مجمع البيان» تبويبه وترتيبه ، مضيفا إليه ما استحسنه من «كشّاف» الزمخشري وحواشي العلّامة الشيخ البهائي ، وكثيرا من تأويلات جاءت في تفاسير أهل الرّمز والإشارات. وقد قرّظ تفسيره علمان من أعلام الأمة : المجلسي العظيم ، والخوانساري الكبير ، مما يدلّك على جلالة قدر هذا التفسير الفخيم.
وبحق إنه تفسير جامع كامل ، مع إيجازه وإيفائه ، شمل جوانب مختلفة من الكلام حول تفسير كلام الله ، فلم يترك شاردة ولا واردة من الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام إلّا أوردها وتعرّض لها بتفصيل ، ثم الأدب واللغة بشكل مستوعب ، ثم مسائل الكلام والفلسفة والفقه في مجالاته المناسبة ، وأخيرا يتعرّض لتأويل الآية وتفسير بطونها حسب تعبيره ، ومن ثم فإنه يعدّ من التفاسير الجامعة الشاملة لكل جوانب التفسير المعهود ذلك الحين.
وقد طبع هذا التفسير عدة طبعات أنيقة في عهدنا الحاضر ، وهو في متناول العموم.