تدلّنا على مقدار اختلاقه فيما ينقل .
وهكذا ذكر أبو
ريّة : وممّن اشترك في مؤامرة قتل عمر ، وكان له أثر كبير في تدبيرها كعب الأحبار.
وهذا لا يمتري فيه أحد إلّا الجهلاء .
وذكر ابن سعد
أنّ كعبا كان يقول : كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر ، وإذا ذكرنا
عمر ذكرناه. وكان إلى جنبه نبيّ يوحى إليه. فأوحى الله إلى النبيّ أن يقول له :
اعهد عهدك واكتب وصيّتك فإنّك ميّت إلى ثلاثة أيام ، فأخبره النبي بذلك. فلما كان
في اليوم الثالث وقع بين الجدر وبين السرير ؛ ثم جاء إلى ربّه فقال : اللهمّ إن
كنت تعلم أنّي كنت أعدل في الحكم ، وإذا اختلفت الأمور اتّبعت هواك وكنت وكنت ،
فزدني في عمري حتى يكبر طفلي وتربو أمّتي. فأوحى الله إلى النبيّ أنه قد قال كذا
وكذا ، وقد صدق ، وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة ، ففي ذلك ما يكبر طفله وتربو
أمّته.
فلما طعن عمر
قال كعب : لئن سأل عمر ربّه ليبقينّه الله. فأخبر بذلك عمر ، فقال عمر : اللهمّ ،
اقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم .
وذكر أيضا :
لمّا طعن عمر ، جاء كعب فجعل يبكي بالباب ، ويقول : والله لو أنّ أمير المؤمنين
يقسم على الله أن يؤخّره لأخّره. فدخل ابن عباس عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين ،
هذا كعب يقول كذا وكذا! قال : إذن والله لا أسأله. ثم قال : ويل لي ولأمّي إن لم
يغفر الله لي .
__________________