من هرب من المؤمنين ذهبوا في الوادي (١). وروى الحسن أنهم صعدوا في الجبل (٢) ، وقرئ (تصعدون) اعتبارا بالرواية الأولى و (تصعدون) اعتبارا بالرواية الثانية (٣) ، وإنّما ذلك باعتبار علوّ الإنسان في أمر تحرّاه ، كقولك : أبعدت في كذا ، وارتقيت في كذا كل مرتقى ، فكأنه قيل : إذ تبعدون في استشعار الخوف ،
__________________
(١) روى أثر قتادة الطبري في جامع البيان (٧ / ٣٠١). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٥٤) عن قتادة. وذكره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٣٩) عن قتادة والربيع.
(٢) انظر : جامع البيان (٧ / ٣٠١) ، وتفسير السمرقندي (١ / ٣٠٨) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٦٥) ، والكشاف (١ / ٢٤٧) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٣٩) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٩١).
(٣) قال ابن جرير الطبري : واختلفت القرأة في قراءة ذلك ، فقرأ عامة قرأة الحجاز والعراق والشأم سوى الحسن البصري (إِذْ تُصْعِدُونَ) بضم التاء وكسر العين ، وبه القراءة عندنا ؛ لإجماع الحجة من القرأة على القراءة به واستنكارهم ما خالفه. وروي عن الحسن البصري أنه كان يقرأه (إذ تصعدون) بفتح التاء والعين. جامع البيان (٧ / ٣٠٠). وانظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٢٣٩) ، والكشاف (١ / ٤٣١) ، والتفسير الكبير (٩ / ٣٣) ، وزاد بعض المفسرين على الحسن : أبا رجاء العطاردي ، وأبا عبد الرحمن السلمي وقتادة واليزيدي. انظر : الجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٣٩) ، والبحر المحيط (٣ / ٨٩).